Friday, December 6, 2013

السلّم

كان يوم عادي زي كل أيام عم ناصر , صحي الصبح بدري , مش عشان حاجه غير انه يلحق ينام بدري قبل ما الليل ييجي ويفتكر إنه عدّى 60 سنة وهو عايش لوحده , الليل صعب جدا من وجهة نظر عم ناصر .. وعشان كده كل يوم كان بيصحى بدري يركب ميكروباص لحد آخر الخط ويرجع فيه ..يمشي على الكونريش لحد ما يتعب .. ويرجع مشي ..
الفضول كان بيقتل عم ناصر كل ما يشوف شباب قاعدين على الكورنيش عند سلّم الكوبري وبيصطادوا سمك .

في يوم .. ركب عم ناصر ميكروباص وقعد على كرسي جنب الشباك يشم الهوا الساقع , وكان كل ما تعدي محطة ركاب جداد يطلعوا الميكروباص من غير ما حد ينزل .. على أول الكورنيش ركب شاب أسمر طويل .. طويل لدرجة إنه كان موطي في الميكروباص لدرجة إنه تاني جسمه كله وماسك في ايده شنطة جلد لونها بني

مع الوقت حس عم ناصر بتعاطف مع الشاب وعرض عليه ياخد منه الشنطة عشان يعرف يمسك في حاجه ويعرف يقف .. في الأول .. الشاب اتردد , لكن لما بص لوش عم ناصر مالقاش حاجه تخوف .. سابله الشنطة وقاله شكرا .

عند سلّم الكوبري - كالعادة - فيه ناس نزلت , عم ناصر كان كالعادة باصص ع الشارع بيسلّي وقته بالفرجة على الناس اللي عندهم مشاوير مهمة يعملوها

وفجأة .. اكتشف ان الشاب اللي اداله الشنطة نزل عند السلم من غير ما ياخد الشنطة بتاعته .. ارتبك جدا ونزل من الميكروباص ورجع لحد السلّم ومالقاش الشاب ..
فضل واقف شوية عند السلّم جنب الناس اللي بتصطاد .. يمكن الشاب يفتكر ويرجع يدور على عم ناصر لكن في الحقيقة .. ماجاش ..

في البيت , فضلت الشنطة محطوطة ع الترابيزة قدام عم ناصر اللي كان كل شوية يفكر يفتحها ولا لأ ...
وفعلا .. فتحها .. لكن كانت الصدمة الحقيقية إنه مالقاش حاجه مهمة , غير شوية ورق مكتوب فيهم كلام مش مفهوم ونوته بلاستيك مكتوب عليها من بره
" أنا مش عارف أنا بدور على ايه , لكن على الأقل بطلت أحس إني لو مالقتش حاجة هاموت .. أنا خلاص , قررت أخلي الحاجات هي اللي تدور عليا "

عم ناصر مافهمش الجملة أوي , هو ماكانش بيحب الفلسفة ولا الأشعار اللي كانت ماليه النوته اللي كانت بالنسباله كلها ألغاز مافهمش منها حاجة
لكن ماكانش يعرف ليه جاله احساس إن الحاجات دي هتهم صاحبها

كان كل يوم يركب في نفس المعاد نفس الميكروباص .. وكل مرة مايلاقيش صاحب الشنطة .. وينزل عند السلّم .. يستناه جنب الصيادين .. ساعه .. اتنين .. يفضل يتفرج فيهم على الصيادين وهم بيتكلموا مع بعض وهم متسكين في ايديهم الصنارات كأنها بنادق , وكانت أكتر حاجه بتبسطه لما يحضر لحظة فيها الصنارة ويشوف الصياد وهو بيتوتر وبيبتسم ويشد الصنارة ويتحرك معاها كأنه بيرقص مع السمكة .. وفي الآخر تطلع السمكة يحطها بكل سعادة في الجردل اللي جايبه مخصوص عشان يحط فيه السمك .. ويكمّل صيد

المرة اللي بعدها , عم ناصر خد القرار .. اشترى صنارة .. وقرر يجيب كرسي بيتفتح ويتقفل .. وجردل وطعم وقرر يروح يصطاد معاهم
ركب نفس الميكروباص في نفس المعاد وخد معاه الشنطة البني ..
وزي كل يوم مالقاش الشاب الاسمراني اللي سابله الشنطة
نزل عند السلّم , و حط الكرسي على الكورنيش وحط الطعم في الصنارة ورمى الخيط في النيل
وفي ايده التانية .. مسك نوتة الأشعار بتاعة الشاب اللي سابله الشنطة و ساعتها بس .. قرر إنه مش لازم يفهمها , كان أول مرة يحس بالشِعر , وعند آخر صفحة في النوته .. حس ان الصنارة بتتهز في ايده .. بسرعة ساب النوته وقام شد الصنارة بكل قوته و طلع سمكة بلطي كبيرة ..
ابتسم جدا وفضل قاعد 4 ساعات على الكورنيش وهو رامي الصنارة في النيل , أينعم ماصطادش غير سمكة واحده بس , بس كان مروّح سعيد جدا ..
وقرر إنه لما يروح هيفكر يعمل ايه في السمكة .. يا ترى هياكلها ! ولا يديها لحد غلبان ! ماكانش عارف .. بس في الغالب . هياكلها ..
عم ناصر كان محتار هيعمل ايه بالسمكة .. وكان ملخوم جدا في الميكروباص بالصنارة والكرسي والجردل اللي فيه السمكة
والشنطة البني ..
الميكروباص كان زحمة كالعادة .. كل الميكروباصات زحمة كالعادة .. البنت اللي كانت قاعده جنب الشباك جنب عم ناصر .. خبطت على كتفه وعرضت عليه تاخد منه حاجه تشيلهاله عشان يعرف يرتاح في قعدته , عم ناصر بصلها في عينيها .. ولما مالقاش حاجه تخوف .. سابلها الشنطة البني .

Tuesday, October 1, 2013

ماما

كنا في الشتا .. في آخر الشتا روحت البيت باعيّط مش فاكر ليه ؟ كل اللي فاكره إني كنت دايخ .. أول ما دخلت البيت نمت .. غمضت عينيا .. ونمت
وأنا بردان .. وبترعش
مش عارف نمت قد ايه لكن صحيت والدنيا كانت لسه ليل لما صحيت .. سمعت صوت عياط جاي من بره مش عارف منين في الشقة بس كنت متاكد إنه من عندنا .. خرجت مالقتش حد .. ناديت
ماما .. ماما .. ماما
ماحدش رد .. في المطبخ .. في الحمام .. ماحدش .. رغم ان صوت العياط لسه موجود , أخيرا دخلت أوضة نوم بابا وماما ولقيتها مش زي عادتها مترتبه وهاديه .. إنما كلها كراسي وناس لابسه أسود وماحدش فيهم بيبصلي
لقيت بابا قاعد بعيد في آخر كرسي وبيبص في الأرض بحسرة ووحدة سألته : بابا .. فين ماما ؟!
ماردّش
يا بابا .. رد عليا يا بابا
.. مصطفى !
فين ماما يا مصطفى ؟!
مصطفى ماكانش بيعيط بس كان بيبص لكل الناس بحزن وألم
قعدت أصرخ فيهم .. فين ماما
مامااااا
خرجت بره تاني .. أدور .. مالقتهاش
في عز مانا بازعّق .. دوخت اكتر عينيا تقلت ووقعت ع الأرض .. أغمى عليا
مش فاكر يمكن لساعه أو لساعتين لحد ما صحيت .. لقيت نفسي في أوضة مقفولة .. الرطوبة فيها عاليه ..ومفهاش نور .. مفهاش أي نور غير نور أصفر جاي من تحت باب لونه بني محروق .. فتحت الباب .. لقيت سرداب طويل .. لون حيطانه غامق وضيق يادوبك يساع اتنين وكان في نصه لمبه صفرا لونها شاحب
من بعيد كنت سامع صوت غراب بينعق بصوت حزين وبعد ما مشيت شوية سمعت من بعيد صوت اتنين ستات قاعدين ع الأرض لما قربت منهم لقيتهم قاعدين ع الأرض لابسين أسود وعينيهم مكحله وخدّهم زي ما يكون متعور من لخبطة الدموع  والكحل وكانوا بينعوا بصوت عالي وبيقولوا وهم بيبصولي بحزن
" لولا الملامة لاجيب سلّم ولاطلع فوق .. وأعاتبك ع اللي عملته يا قليل الذوق"
خوفت منهم ومدّيت وهم لسه بيبصولي .. لقيت لسه الغراب بيبصلي وفجأة طار قدّامي كأنه بيوريني السكة ..
وقف عند باب ..شبه باب شقتنا في بيتنا القديم
حطيت إيدي ع الأوكرة لقيتها متعاصة دم .. مسحت إيدي وفتحت الباب تاني ..
وخرجت .. وأنا باخرج الهوا شدني لبره .. كان هوا شتوي قاسي خدني معاه مع المطرة والبرق والرعد وخرجت لقيتني في صحرا .. صحرا كبيرة ماقدرش أشوف أولها أو آخرها .. ضلمة كأن القمر رفض ينور الليلة دي
ماكانش فيه غير ضوء نور جاي من بعيد من نار متولعه وقايدة بخشب محروق حتى المطر مابيطفيهاش .. وكان جنبها راجل عجوز .. قربت منه .. كان قاعد على صخرة دهبي لابس جلبية بني وعِمّه وباين على وشه تفاصيل كتير أكتر حتى من إني أفهمها ..
بصّلي كأنه بيقولي أقعد جنبه .. قعدت ..حط إيده على كتفي وبصيت في عينيه لأول مرة .. عينيه كانت سحابة عسلي بخطوط سودا , مسك كتفي بشدة وضمني عليه وصرخ
صرخة قوية جدا . صرخة نادت على كل الغربان والصقور فاتجمعوا حوالينا وقالي بصوت هادي . ماتخافش
وبعدها بص في السما وغنى
كان بيقول بحرقة
" يا بكريتي يا أم الجرس رنانه .. حبي خد البحور ولا حيانا
يا بكريتي يا أما الجرس رنانه حبي خد البحور ولا حيانا "
أول ما ساب كتفي قدرت أقوم ..وقفت على رجلي ومشيت فضلت ماشي في الصحرا مش شايف أي حاجه .. حواليا غربان وصقور كتير كأنهم مستنيين لحظة عشان يهجموا عليا .. أو يمكن كانوا بيدلوني على الطريق
في الصحرا ... لقيت باب
باب بني كبير من غير أوكرة ومن غير علامات .. من غير ما أخبط فتحت الباب
لقيت نور .. نور جاي من كل حته .. وقطة بني
جريت القطة من قدامي على سلّم طلعت وراها وكان حواليا قطط وكلاب وغربان وصقور .. وحمام
وقفوا كلهم قدام باب مستنيني أفتح
ومن غير ما أتكلم ..الباب اتفتح وطلع معاه صوت موسيقى بيانو هادية
لما فتحت .. كانت الأوضة أكتر مكان فيه نور نور من كل حته
ولقيتها
قاعده وماسكه كتاب .. وبتحكي لكل الحيوانات والطيور الموجوده ... كانت أصغر من آخر مرة شوفتها يمكن ب 30 سنة
عمرها ما كان عندها  تجاعيد بس وشها هنا كان أحلى
ماما
ناديت عليها .. ماما
ضحكت أول ما شافتني وقلعت النضارة وابتسمت
كانت لابسه فستان أبيض كان بيحضن جسمها الأسمر الجنوبي كأنه خايف يطير
وكان شعرها كأنه ليلة شتا طويلة جدا مابتنتهيش
قربت منها ..وقفت
ماما
ناديت عليها لكنها ماخدتش أي رد فعل
وفجأة فستانها الأبيض بقا يلم جسمها ويطير كأنه حبات هوا
صرخت  : ماما
اختفت
دورت عليها في كل المكان مالقتهاش
ووقعت تاني ع الأرض مغمى عليا لما أغمى عليا كنت حاسس إني حاطت راسي على دراعها وهي نايمه ومدّيها ضهري .. ومشيت ايدي على دراعها .. لحد ما وصلت لإيديها لما وصلت لإيديها اتأكدت إنها ماما .. لما تبتت على إيدي وضمت صدري بالإيد التانية وهمست في ودني
" المهم إننا مع بعض "
وبعدها بفترة .. فوقت .. خرجت بره تاني كان النور طلع ماعرفش المكان اللي كنا فيه بس تقريبا كان مقابر .. لقيت ماما ماشيه جنب بابا كان هو كمان لابس قميص أبيض ودقنه كانت محلوقة غير من شوية شعر خفيف كان ماسك في إيده ورده حمرا وهي كانت سابقاه بورده بيضا كانوا متأثرين بس مش بيعيطوا
وأنا كنت واقف ساند على صخرة مكتوب عليها حاجه مش قادر أقراها
لما ماما قربت مني حطت ورده على الصخرة وساعتها إتكلّمت وقالتلي
" وحشتني .. ماتخافش .. أنا جايالك قريب "
وابتسمت وسابت الورده حاولت أجري وراها لكن فيه شيء منعني وكأني محبوس  .. ولأول مرة قدرت أخيرا أقرا اللي مكتوب على الصخرة .. كان محفور على الصخرة اسمي بالكامل ومكتوب تحته كلام فهمت منه كل حاجه وساعتها بصيت لماما و بصوت عالي قلتلها وأنا باعيّط
" أنا لوحدي يا ماما .. أنا لوحدي "
وأنا متأكد تماما إنها بصيتلي وضحكت وقالتلي وهي بتفتح عينيها عشان تطمني و بصوت مسمعتهوش لكن فهمته من حركة شفايفها
قالتلي
" ماتخافش " .

Tuesday, September 24, 2013

هو .. الذي لا يحب عدوية


يحكى أن رجلا عاش في القرن الماضي كان لا يحب عدوية , يستيقظ من نومه في الواحدة ظهرا ليقوم بعمله الشاق , ألا وهو كتابة مقال هام لجريدة هامة .. لا يأخذ هذا من وقته سوى دقائق ولكنه يشعر بأهمية ما يفعله .. حتى أنه ظل يمجد في هذا الحدث لمدة ساعة على الأقل حين سأله أحد الأصدقاء عن طقوسه أثناء كتابة مقاله الذي يغير العالم كل صباح .

يقال أنه كان في كل مرة يضيف شيئا جديدا على قصته الشبه وهمية عن طقوس الكتابة حتى أنه ذات مرة بالغ حتى قال أنه لابد ان يمسك بالقلم لمدة ثلاث دقائق على الأقل حتى يستطيع أن يكتب

يبدأ يومه بلعن الشمس في الصيف والتحسر عليها في فصل الشتاء , ويقال أنه ذات يوم أخرج رأسه من شفرته ونظر إلى السماء ثم قال " ينعل أبو الحر يا أخي .. ينعل أبو الحر " ولم تأت سيرة السماء على لسانه سوى حين كتب مقال يراوغ فيه صديقه النذل الذي راهنه أنه سيكتب مقال عن كل شيء يحبه بما فيهم صديقه .. كان هذا في صيف
ما

أخبرتنا زوجته عن حبه لموسيقى موتسارت .. يحب الموسيقى الكلاسيكية ولكنه لا يعرف سوى موتسارت .. لذا ..قرر أن تكون موسيقى موتسارت هي الموسيقى الخلفية لحياته , حتى أنه أخبر صديقه الذي لا يحبه مثل الشمس في الصيف أن لدى موتسارت شيء ما يخصه .. ربما كانت عيناه .. أو أذنيه .. لا يعلم ولكنه يعلم أن هناك شيئا مشتركا بينه وبين موتسارت

حين عرض عليه أحد الأصدقاء أغنية لعدوية ..صرح بصوت واضح وبلهجة صريحة لا يشبه في صراحتها سوى صدر عاري لفتاة شارع فشلت أن تكون عاهرة .. هكذا قالها وهو ينظر لصديقه بطرف عينيه
" أنا مابسمعش الخرا ده "

في ليلة من ليالي ديسمبر الأخيرة كان وحيدا في منزله , يبدو أن زوجته ملت من إدعائه الذي تزوجته في الأصل بسببه ولكن ربما ملت من مصارحة نفسها حقيقة أنه ليس مميزا لهذه الدرجة
, أفرغ كأسا من المارتيني في فمه كأنه يعاقب حلقه على أنه حلقه ليس لأنه يفضله ولكن لأن معظم أصدقائه يفضلون الفودكا
ثم فتح الراديو .. ليترك أخيرا لشخص ما غيره تحديد مصير الأشياء .. هذه هي متعة الراديو في الأساس , أن تتخلى قليلا عن مسئولياتك , أن يتولى أحدهم مهمة إسعادك
وفجأة
أصدر الراديو صوتا رخيما هادئا يقول  بصوت حزين
" يا قلبي صبرك على اللي راح ولا جاش "
أدرك في التو أنه عدوية
سارع لتعديل محطة الراديو ولكن .. 


شيء ما في هذا الصوت جعله يستلقى على سريره العائم على نغم موتسارت
" مراسيل وجوابات "
" مراسيل وجوابات والرد ما جاشي "
لا شيء أعلى من ألم في خلف رأسه جعله يشعر بثقل صوت الطبله وكأنها أصابع فتاة من بورتو ريكو تمسح آلآم ظهره كما مسحت أصابع الله الآم المسيح
يقول عدوية بخفة " يا ليل يا عين .. يا ليل يا عين " مرارا وتكرارا لا شيء آخر
لا شيء آخر .ذهب في نوم عميق
بينما ظلّ صوت عدوية ينساب على الجدران وكأسات الخمرة الفارغة وسريره الفخم على أشياء كثيرة
من بينها نومه العميق..
" أنا سبع سنين باعشقك .. ده أنا "

Monday, September 16, 2013

أنا كويس

وأنا عندي 5 سنين أمي كانت سايباني عند جدتي وفي معاد ما بترجع من مدرستها عشان تاخدني في طريقها ونروّح .. نزلت أنا من البيت قبل المعاد وعلشان كنت متعود احفظ معاد قدوم ماما لبيت جدتي .. جدتي إفتكرت إني نزلت لما ماما جت من غير ما اسلم عليها .. لكن في الحقيقة اكتشفت عكس كده لما أمي جدت تسأل عليا وهنا اكتشفوا ان انا مختفي !
فضلوا يدوروا .. ملقوش
أمي بدأت تنهار وتعيط .. واتصلت بأبويا اللي خرج من شغله جري وجه على بيت جدتي .. تقريبا إمبابة كلها كانت بتدور على طفل أسمر نحيف - زي عيال البلد - أمي فقدت الوعي ... أبويا فضل يجري في الشوارع زي المجنون بيدور عليا وفي الآخر .. رجعوا بيتنا - بيتنا القديم - لقوني مستني على سلّم العمارة .. وبعد ما نمت من كتر ملل الانتظار .. أمي رجعتلها الحياة ونيمتني في حضنها رغم إني كنت شايف ساعتها كعادتي في الجفاء إن مفيش حاجه اسمها تنام في حضن أمك عشان ده لعب عيال ما يناسبش راجل عنده 5 سنين بحالهم .. لدرجة إني ساعات كنت بعيط من كتر مانا نفسي أنام في حضنها  .. أو خايف من الضلمة .. ومش قادر أنام .. وماكنتش باعرف أنام غير لما أتخيل إن أنا حاطط راسي على إيديها وأبطل عياط .. وأنام - إلا إن إصراري فضل موجود حفاظا على كرامتي ورجولتي اللي ياما أمي حاولت تقنعني إن أنا ممكن أنام في حضنها لو خفت - إلا إني كمان عمري ما قولتلها إني خايف .. حتى لو خفت فعلا
لما أبويا سألني
- إيه اللي خلاك تمشي وتتوه إنت قلقتنا عليك .. إنت مش عارف أنا وماما بنحبك قد ايه مش خايف على نفسك ؟
-قلتله بكل وضوح مع ابتسامة واثق .. أنا مابخافش
-طب ينفع كده إنت مش عارف اللي بيتوهوا بيحصلهم إيه ؟
- بابا .. أنا ماتوهتش
وساعتها إبتسم أبويا وقالي
إنت ماتوهتش لكن إحنا إفتكرناك توهت وقلقنا عليك .
وقلتله
- لأ أنا مش بتوه .. أنا عارف السكة
.
وفي الحقيقة أنا زي ما قلت لأبويا ..  ماتوهتش .. أنا وصلت البيت على طول
لكن إن جيت للحق ... أنا خفت .. خفت فعلا .. مش من الحرامية .. ولا من الناس اللي بتخطف العيال .. ولا من عفاريت النور طوال ال 3 ساعات أنا في الحقيقة خفت من الوحدة
3 ساعات على السلم قدام باب شقتنا مستني حد ييجي ويفتح الباب ..
خفت على أبويا وأمي ليكونوا تاهوا ومش عارفين يروّحوا !
خفت من إني أفضل على السلم طول عمري .. نايم جنب باب الشقة ومش عارف أفتحه ومش عارف أدخله .. لمجرد إني لوحدي

ومن ساعتها وانا غالبا باقعد في البيت لوحدي .. أو بروح لجدتي لوحدي .., أو بروّح من عندها أو من المدرسة لوحدي ( إلا في مرات قليلة مع جارتنا السخيفة اللي هربت منها في مرة تانية )  .. عشان أبويا وأمي إتأكدوا إني عارف السكة
في الحقيقة .. أنا ماكنتش عارف السكة .. بس العند وصلني
في الحقيقة أنا توهت على بال ما وصلت .. ومش عارف ازاي وصلت
لكن لما وصلت إتأكدت إني مش محتاج مساعده من حد
ومن ساعتها .. وأنا ممكن أتوه .. أعيط .. أكدب إني كويس أو إني مش محتاج .. المهم .. كل حاجه تمشي طبيعية حواليا .. وكل الناس تطمن إن أنا قادر أعيش لوحدي ,.. وإن أنا مش محتاج لحد .. حتى في عز ما بكون فعلا محتاج لحد

Wednesday, September 11, 2013

مرايا 1

معلش انا رافع كيميا
ونص إزازة كونياك
وبفكر فيكي وفي الاخرة
وفي شكل البحر هناك
واننا مش وش النعمة
ولا حبة خمرة نضيفة
اللي هتقلب بصراحه
بصراحة الوحدة مخيفة
وأنا مش واخد ع الراحة
استني !! .. هتمشي بجد ؟!
انا ماصعبتش على حد
تعرفي اخر الحدوتة ؟!
لو عارفه ما تحكيهاليش
انا لسه بحب اتفاجئ
واستنى حاجات ماتجيش
احكيها كأنك عارفه
بس ماتحكيش نهايتها
في حاجات خدتها م الدنيا
رجعت في اخرها خدتها
انا مش عايز نهايات
وبفكر ليه في الاخر
بتمنى حاجات متجيش
انا عايز انام على صوتك
رغم إن انا عارف اخرتها
هاصحى الصبح مالاقيكيش

Monday, September 2, 2013

يهوي دون الشعور بثقل في مكان الله بداخله

يحدثني صديقي النصف كافر بأننا ظلمنا الله عندما بالغنا في الإعتماد على قدراته
وأخبر نفسي دائما أن صديقي أقوى من أن يحتاج إلى رب ليساعده
لو كان مثلي فقيرا .. لبكى خوفا من إحتمالية عدم وجود الله 

Friday, August 16, 2013

أبي

أبي يحب الأعداء
وأنا أتمنى أن يقتلني أحدهم أمامه ..
حتى إذا سرى دمي
في الشوارع المحيطة لبيتنا
أخذت حذاء قاتلي وضربت أبي على رأسه ..
وأنا أصرخ في عينيه المثقلة بالدموع : يا حمار
لقد قتلني ! .. الآن فهمت ؟ .. يا حمار ..

Sunday, August 11, 2013

العَـلْـقَــه

حاضر هاحكيلك , هي كانت خناقة زمان في المدرسة على مين يوصل لباب المدرسة الشبه متوارب لتحقيق أمل الهروب من جحيم المدرسة لأول مرة في الحياة ولاختبار تجربة التخلّي مرة واحده على الأقل قبل ما نوصل سنة 5 ابتدائي وتبقا الحياة أصعب بكتير من إننا نهرب منها , كنت أنا وخالد مصطفى وإسلام حسن الله يرحمه وسلامة الفلسطيني وصالح العماني ومصطفى خالد اللي أخته بتعيط لما تيجي المدرسة ومحمد يحيى وعادل

الخوف كان مالينا والتوتر كان هو سيد الموقف لكن على قد ما الهروب ماكانش حل عملي إلا إن تجربة الهروب والقبض عليك هتكون أهون مرة من تجربة الخوف لو ماجريتش زي الباقي وعملت زيهم لأنك ساعتها هتكون صابتك لعنة الخوف اللي هتستمر ذكرى مع صحابك لحد ما يحكوها لولادهم كمان ! وهتبقا حفلة المدرسة لسنين جايه ..

الإختيار كان صعب .. إسلام كان أكتر واحد بيخاف من الخوف .. جري .. خرج من السلم وشاورلنا من بعيد
خالد أجّل قراره وهو بيبص في عينيا وهو عارف نفس اللي بافكر فيه ! يا نهرب ! يا نتعاير بخوفنا للأبد , سلامة رجع الفصل اللي كان غايب عنه المدرس و بعدها بسنة كان في بلده فلسطين واتقطعت أخباره للأبد
صالح , راح لحد الباب لكن خاف أول ما شاف مدرس خارج من أوضة الناظر وساعتها جري ودخل الحمام !
بعدها عدى المدرس عادي جدا وصالح فضل في الحمام لحد الفسحة
محمد يحيى وعادل جريوا .. هربوا من الباب وفتحوه زيادة عشان نتطمن وبعدها أول ما سمعنا صوت كحّة الناظر جري محمد يحيى وعادل على تحت واحنا جرينا لورا تحسبا لأي خطوة من الناظر لو كان خد باله !

لسه فاكر بصّة خالد وهو بيحاول يقلل من شعوري بذنب الخوف وهو بيحاول يقولي : " طب وبعد ما نهرب هانعمل ايه "
أكيد مش هنرجع البيت لأنهم ساعتها هيعرفوا إننا هربنا !
والشارع بالنسبالنا كان زي الفضاء بالنسبالنا دلوقت
إحنا عارفين ومتأكدين من وجوده لكن ماخوضناش فيه أي تجارب لوحدنا
غير يمكن تجربتي لما توهت !

أنا وخالد جرينا ناحية الباب وإحنا الخوف بتسرسب مننا كأنه عرق لدرجة إن الناظر سمع خوفنا وخرج لقانا أنا وهو بنحاول نهرب !
خالد مسك إيدي وأنا ماقدرتش أجري .. وقفنا .. خدنا قلمين مش هننساهم ورجعنا الفصل بنعيط !

سلامة ومصطفى خالد فضلوا يتعاايرواا بخوفهم لحد ما سابوا المدرسة !

صالح .. اتحسبتله تجربة بس اتريقنا عليه كتير لأنه فضل في الحمام أكتر من ساعتين بيعيط ومش عارف ياخد قرار

عادل ومحمد يحيى و إسلام حسن - الله يرحمه - فضلوا يحكولنا عن مغامرتهم اللي اختلفت فيها الحدوتة لما كل واحد حكاها لوحده عن الشارع لحد ما دخلنا إعدادي وبقا الهروب من السجن مش شيء فظيع ولا تجربة مثيرة ! بقت مجرد عادة ! حتى المدرسين مابقوش بيرفضوا لو طلبنا منهم نروّح .

أما أنا وخالد .. كنا أبطال بالنسبة للشلة وللفصل كنا بالنسبالهم - رغم فشلنا - رجالة وخوضنا التجربة , وزودنا في حكاياتنا عن اللي عمله معانا الناظر , الشيء اللي خلانا في وجهة نظر الكل ضحايا الشجاعة

أنا وخالد حاولنا .. بس ماخوضناش تجربة الهروب .. ماشوفناش الشارع وماجربناش طعم هزيمته أو انتصاره وماعرفناش لحد دلوقت حقيقة اللي اتحكالنا عنه
وماكناش جبنا زي سلامة ومصطفى
التردد خلانا نخوض تجربة تالته أكبر من تجربة الهروب والتخاذل

أنا لحد دلوقت باسمّيها تجربة العَلقَه ..
لحد دلوقت - ورغم إني ماشوفتش خالد من ييجي 15 سنة أو أكتر إلا إني لسه لحد دلوقت باخد العَلقَه .. ومش بتحسب لا جبان ! ولا شجاع !

Saturday, August 3, 2013

من أنا لأقول لكم : وين هنادي يا خال .. دعاء الكروان - هنري بركات



وين هنادي يا خال ؟
!
 

تتسائل آمنة ( فاتن حمامة ) في رعب عن مصير أختها هنادي ( زهرة العلا ) مخاطبة أمها ( أمينة رزق ) وخالها اللذان يقفان في شموخ المنتصر بعد إخفائهما لعار الأخت الذي لحق بالعائلة
هكذا اتخذ الخال ( عبد العليم خطاب ) قرار النهاية .. يجب أن تقتل هنادي قبل أن يصبح السر فضيحة , ينتج عنها عارا .. مخلفا ورائه ثقل كبير وهم كبير على العائلة
هكذا اختار المخرج هنري بركات بداية فيلمه الرائع  ( دعاء الكروان )عن رواية طه حسين التي تحمل نفس الاسم 
وهكذا .. لم يتبق لآمنه سوى مزيد من الكره للأم والخال وللسيد .. السيد الذي خان الأمانه وفعل فعلته مع هنادي .. والآن ؟ أين هنادي ؟
هنادي كما أجابها الخال
" هنادي خدها الوبا "
هكذا كان أرحم على الخال أن تذهب هنادي في مرض يودي بهلكها وحياتها عن أن تكون على علاقة برجل غريب
ترحل آمنه .. لتبحث عن سبب كل هذا .. عن المهندس الشاب الذي أتى ليحول حياتها إلى جحيم .. السيد الذي تسبب في قتل هنادي 
تصل إليه 
ولا شيء سوى أنها تشاهده يوميا .. تسعى في ألم لفعل أي شيء ولكن لا 
ليس وهناك شيء ما في قلبها لا يزال يتحدث لها بلغة لا تفهمها

هكذا استطاع هنري بركات أن يفصل بينهما بالنور بالظل بالباب بأي شيء حتى بالنظرات التي تتحاشاها الفتاة لكي لا تقع في الحب , طوال أيام اللقاء الاولى حيث آمنه لا تتوقع أبدا أنها ستقع في غرام السيد .. وقلبها لا يطاوعها على الإطلاق  وكانها تقول
هناك شيء ما بيننا يا سيدي 
أنت قتلت هنادي .. أنت سبب كل هذا الجحيم
وأنا لا أعلم لماذا .. أقول أني أكرهك من وراء الباب
لا يلتقي أحمد مظهر و فاتن حمامه مطلقا خلال الفيلم في كادر واحد إلا وبينهما حاجز
يضع لاوعي المشاهد في رؤية جبرية عن مدى قوة الصراع الدائر لا بين آمنة و
السيد .. ولكن
بين آمنه وآمنه
آمنه التي كرهت .. وآمنه التي أحبت
آمنه التي تريد الانتقام .. وآمنه التي يغلبها الحزن
آمنه التي تموت مئة مرة 

تصاعد هنري بركات في استخدام تلك الحواجز المرئية لتغليب صفة الحاجز اللامرئية والمعلومة بالطبع عند المشاهد ولكنه كان أكثر تحكما بإيقاع الفيلم 

فكلما حدث تطورا في العلاقة بين السيد/ المهندس الزراعي ( أحمد مظهر ) و آمنة كلما اقتربا من خلال الكادر 
حتى
وفي لحظة ما

انهار ذلك الحاجز .. 
كما لا يجب
أو ربما كما يجب

ولكن كيف تحول كل هذا الغضب إلى كل هذا الضعف

ثم كيف تحول كل هذا الضعف إلى كل هذا الشك
ثم كيف ومتى تحول الشك إلى حب
كيف يمكن ذلك
كيف .


دعاء الكروان
أحمد مظهر - فاتن حمامة - زهرة العلا - أمينة رزق - عبد العليم خطاب
قصة : طه حسين
سيناريو وحوار :يوسف جوهر - هنري بركات
إخراج : هنري بركات

Wednesday, July 31, 2013

الموضوع بسيط

أبسّطهالك ( على سبيل المثال ليس إلا )

أنا يا سيدي أهلاوي
واللي بيحصل ده ماتش بين الزمالك ( الإخوان ) والاسماعيلي ( العسكر )
وعشان يفوز الأهلي بالدوري لازم الاسماعيلي يغلب الزمالك
وللأسف الزمالك والاسماعيلي هيضطروا يلعبوا بأقصى ما عندهم على عكس معظم ماتشاتهم اللي بتتسم بالتسريب والتفويت والكلام ده كله لأنهم حبايب في بعض

ليه ؟!

لأن الاسماعيلي لو كسب . هيبقى المركز التاني .. وساعتها هيلعب في دوري أبطال أفريفيا
ولو خسر .. الزمالك هيزاحم الأهلي على المركز الاول .. اللي الأهلي خده منه في آخر ماتش .. والزمالك محتاج يعوّض عشان يرجع للمنافسة  ..

تقولي تكره ايه يا واد يا أأهلاوي أقولك ( الزمالك والاسماعيلي )
أومال انت ازاي بتشجع الاسماعيلي ؟!
لأ .. أنا مش بشجع الاسماعيلي ... ولا في يوم هاشجع الزمالك
كل الموضوع إن من مصلحتي ان الاسماعيلي يغلب الزمالك عشان أنا أكسب

دوري ايه كأهلاوي ؟!
بسيطة .. دوري إني أفضل أكسب ماتشاتي القادمه بغض النظر عن نتيجة ماتشات الزمالك والاسماعيلي سواء مع بعض أو مع الآخرين

ببساطة . أنا لا باشجع الاسماعيلي ( العسكر ) .. ولا الزمالك ( الإخوان )

أنا باشجع الأهلي .. لكن بكل بساطة .. يهمني الزمالك يتغلب من الاسماعيلي
لأن من ( مصلحتي ) حاليا إن الاسماعيلي - حبيب الزمالك وشقيقه - يغلبه ويبعده عن المنافسه ( رغم إنهم في أي ظروف تانيه كان الاسماعيلي هيسيب الماتش للزمالك .. زي ماحنا متعودين نشوف ..
والاسماعيلي مش عايز يكسب عشان خاطر عيوني كأهلاوي ؟!
لأ هو مضطر يكسب عشان يشارك في المنافسة الأفريقية الكبيرة وياخد فلوس ونجاحات وشهرة وإعلانات أكتر ...

ولذلك أنا باتفرج ع الماتش ده .. وأنا مش فارق معايا مين يكسب أو يخسر لأن الاتنين باالنسبالي فرق منافسه ..
وهاتفرج ع الماتش دون أدنى تعاطف مني على أي جون يدخل في الطرفين
وهاتمنى فوز الاسماعيلي - فقط - عشان الدوري ... ده الدوري يا جماعه .

Tuesday, July 30, 2013

شرط المحبة الحنية

يا نبي .. يا نبي .. يا نبي
يا شجر و طارح عنبي
أنا لوني أسمر .. وقلبي
بطلعة للحب بهية

قلبي ميال
وعيوني حبال
متعلقين في الليالي
وأنا ليلي طال
في الانتظار
ألم مودّه ومبالي

يا تمر رطبي
جسمي حطب
وتحت ودانِها واحه
خلخالها دهبي
والدم عجب
دبّت على قلبي بصراحه

هزّت نخيلي
واتهد حيلي
وعيونها قادرين وقوية
يا مطره سيلي
عاللي يحابيلي
شرط المحبة الحنية

Monday, July 29, 2013

كنت أبحث عن وطن لأحبك أو ( أريد أن أدق هذا الوشم )

أشعر بقلق بالغ .. يخرج الدخان من صدري كطيف نبي ناقم على قومه
أي حوت يا ملاكي قادر على بلعي
كنت حزينا .. حزينا للدرجة التي يتساوى فيها الجميع .. حزن صريح .. يبوح بكل شيء  ..يعريني من خطاياي
و أثر مدينتي الحمقاء ما زال  على وجهي يبعث لونه القاتم إلى أعين الجميع , تملأ عيني قطرات من المطر الأسود أنظر بها إلى بياض الآخرين , لا حاسدا ولا لاعنا

74
كيف لجرح أن يلتئم !
كيف لخمر أن يسيء الظن !
كان من الخطأ أن أحبك في هذا الوضع الراهن .. فالرصاص أكثر من الأقلام والدم أكثر من عصير المانجة الذي تحبين والعيون لا ترى إلا ما تريد والحمام يخيط أكفان الشهداء هذه السحابة تحديدا .. كفن لصديقي وهذا النسر الذي يمر هو الله .. يتجسد ليعبر من خلاله 
هذا دم الله يا صغيرتي
فنحن أبناءه الغاضبين
كيف لمريض أن يشفى .. في مشفى الموت 
وكيف لحب أن ينمو في قلب أرهقه النفط

74
يا ملاكي .. قرأت كتابا .. لم يغير حياتي
شيخ جليل يعترف 
ليتخلص من الذنوب .. بدأ الكون ببكتيريا وسينتهي بها 
 ونحن عابرين ثقلاء الظل.. 
أسير كما يسير الجميع , هذا الذي ولدته أمه من أبيه
هذا الذي ولدته أمه من الحرام
هذا لم تلده أمه .. هكذا يصبح الله قادرا ويشقى الطفل إلى الأبد
 كيف عاش آدم بدون أم !

74
قلبي يتحرك نحو الهاوية .. أتوق إلى زحام 

وجوه لا تعرفني , سأخترع أسماء وأسماء
سأخبر هذا الجندي في الباص أني عالم كيمياء 
وسأخبر والد الشابة أني رجل أعمال من الشرق الأوسط
هناك في بلد الضباب .. يسكن الهدوء بعيدا عن فوضانا
عن فوضى الحب
فوضى الحب يا صغيرتي التي تدفعنا للرحيل 
أنا أتألم .. ولكني لا أعرف ما هو الألم 
هكذا .. الله يصبح قادرا .. ونحن نشكو من شعور لا نطيقه .. لا نعرفه

74
هذا دمي ... فاتركي نجاسته وتوضأي في حجر الله يا ملاكي .. لا أنا أنا ولا انت أنت 

وأنا لست سوى هارب من الموت أبحث عن الحياة في مدافن الفقراء
وفتيات الليل وضحكات أطفال الشيطان
سيجيء الموت وستحزنين كثيرا 
لا داع 
فلا مفر من الموسيقى ولا من العاصمة الحزينة
ونحن خلقنا الحزن .. عندما تجاوزناه .. تناسيناه .
أنا آسف

سيأتي الموت وستنتهي طرق الهرب 

74
كم نجوت من الموت ؟
ها .. مرات ..
هذه الضوضاء .. تكفي لصناعة وطن خال من الهزيمة
وأنا لم أهزم ..
أنا فقط .. فقدت قدرتي على الشعور الزائف بالانتصار
لم يعد الكذب مريحا
كيف ارتطم رأسي بالزجاج ولم أمت
كيف ارتطم قلبي بالموت ولم أمت
كيف تناولت كأسا .. دون أغيب في اللا وعي .. ولم أمت
كيف تركت صدعا في جدار الموت .. ولم أمت
كيف حملت السماء على كتفي - وحدي - ولم أمت
كيف صرخت في وجه النهاية .. وجاوزتني الرصاصة إلى صدر الشاب الهزيل
ولم أمت
كيف لم أمت
كيف تركتك وحيدة .. ولم أمت
لم أمت يا صغيرتي .. لأن الوقت لم يكن قد حان

Saturday, July 13, 2013

حوادث مش عارضة

وبعد سنتين من محاولات المخابرات الأمريكية انهم يعتقلوني بعد ما سلّمت أهم فيديو صورته للمحكمة قبل معاد الحكم بتاعها ب 3 أيام .. المحامي كلمني وقالي إني حياتي في خطر وإني لازم أختفي لحد صدور الحكم , سافرت روسيا , وسكنت في شقة إيجار في بيت بتملكه ست نرويجية مسيحية متدينة ليها ابن واحد عايش في النرويج وورثت البيت ده عن جوزها المجند الروسي اللي اتجوزته أثناء الحرب العالمية التانية .. وفي يوم النطق بالجلسة .. لبست بالطو أسود وكوفية رصاصي في أسود وآيس كاب أسود وبنطلون أسود وقميص أبيض وبووت أسود ,
ركبت عربيتي الجيب وحطيت المفتاح في الكونتاكت .. وفجأه !
بصيت حواليا لقيت عربية فولفو راكنه بعيد وفيها شخصين ..
استغربت جدا .. وخوفت .. لكن تراجعت عن خوفي لما ست وبنتها ركبوا معاهم في العربية في نفس اللحظه ..
وابتسمت من خوفي ابتسامة نصر .. وبصيت في المراية .. عاينت وشي كويس جدا
ودوّرت
( صوت انفجار )
‫#‏نهاية

Monday, April 15, 2013

دم الغزال .. بجد

  • بعضكم يعلم والبعض الآخر لا يعلم
    فيلم ( دم الغزال ) تأليف وحيد حامد واخراج محمد ياسين
    واللي قام ببطولته عمرو واكد ومني زكي ومحمود عبد المغني وصلاح عبد الله ونور الشريف ويسرا وعايده رياض وعبد العزيز مخيون

    مستوحى من قصة حقيقية حصلت في إمبابة في بداية التسعينات
    اللي حصل إن الشيخ الفلاتي ده كان حقيقي ..
    كان بيمشي فعلا في الشوارع يحرق محلات الفيديو ..
    كان بيمنع الستات يمشوا من غير حجاب ( واللي بسببه مثلا واحده زي أمي اتحجبت لحد دلوقت )
    وكان مسمّي امبابه جمهورية إمبابة .. وماكانش هو رئيس جمهورية إمبابة زي ما الناس بتقول ! .. لأ كان هو ( الأمير )
    كان بياخد إتاوات من الناس بحجة بيت المال وكان بيحاول يفرض الجزية على االمسيحيين
    كان بيقطع إيد السارق اللي على مزاجه
    وبسبب الحدود دي خد حقه من كل اللي كان بيتخانق معاهم قبل ما يستشيخ !
    وكان بيمنع الشرطة تدخل منطقة فيها خناقة مثلا وإلا كان يضرب عليها نار هو ورجالته وهو اللي رسخ عدم دخول الشرطة لأماكن معينة في إمبابة .. لحد دلوقت .. إلا بإذن

    ( أفتكر من قيمة 10 سنين )
    كنت راجع من عند صديق ناحية ( السكة الحديد ) ودي حتة مشهورة شوية ان كلها ناس من طبقة منعدمة ( اللي هي علمونا إنها بتخوف مهما كانت ) فبالتالي الطبقة دي نفسها بقت فعلا طبقة مجرمة بالنسبة لوجهة نظرنا عن الإجرام .. المنطقة دي كان فيها خناقة .. وقفت أتفرج .. لقيت من بعيد عربية شرطة جايه براحة ومشغلة السارينه .. الناس كملت الخناقة عادي ( وكانت الخناقة في إحدى فترات هدوءها .. مرحلة الزعيق والشتيمة أو مرحلة ( عليا الحرام من ديني ما هسيبك يابن الوسخه ) ...) دخلت عربية الشرطة وسط الزحمة
    توقعت ان كل الناس هتطلع تجري زي الأفلام .. لكن اللي حصل
    إن واحد خرج وقام مشاور لأمناء الشرطة اللي مانزلوش من العربية أصلا وقام قايم بصوت عالي بلهجة حافظها لحد دلوقت .. وأعتقد اللهجة دي وصلت لكل الناس من خلال أفلام زي ابراهيم الأبيض ..وما تلاه .. وقال : " مش عايزين حكومة دلوقت .. مش عايزين دين أم حكومة "
    واحد تطوع وقاله .. ماتسبش الدين بس يا عم !
    رد البلطجي :" يا عم أنا دماغي دي تجيبني على ربنا حط لسانك جوه بؤك واقطم أحسنلك "
    رجعت عربية الشرطة لورا .. لحد ما الخناقة خلصت !

    الشرطة لما جت تعالج الكلام ده عالجته بحل سهل خالص لكن جاب نتيجة .. مسكنة / مؤقته للأسف بس جابت نتيجة ألا وهي
    1- أقبض على كل اللي بدقن أو مقصر جلابية وافشخه .. وخلي الناس تخاف تربي دقنها
    في الفترة دي وانا طفل طبعا فاكر حدوتة مهمة أوي
    ( سواق ( مع ) أبويا في الشغل كان بيجيله البيت يقرا قران معاه .. وكان أبويا بيحب الولد ده جدا وكان الولد ده مؤدب جدا .. وكان على طول لابس جلابية بيضا قصيرة ومربي لحيته .. بعد فترة اختفى الولد ده وعرفت من أبويا انه تفشخ في أمن الدولة بعدها بسنين شوفت الراجل ده راكب تاكسي ( سايق ) وحالق دقنه ولابس جينس وبيشتم بالأب والأم )

    2- قلل زراعة القصب عشان الارهابيين مايستخبوش فيها ( الشيء اللي زود عن الحد مسألة علب الصفيح والعشش كملجأ بعد كده للارهابيين دول انهم يستخبوا فيها بدل القصب اللي مسألته اتكشفت ) .. اللي شوفناها بعد كده يمكن في حين ميسرة .. مثلا !

    3- لو المتهم مش عايز يعترف هات أهله واعتدي على قرايبة واخطف حد منهم .. وده مش اسلوب جديد الحقيقة على الشرطة المصرية اللي رضعت كل مفاهيمها من شرطة المحتل الانجليزي .. ومافهمتش انها بتنقل فكر محتل .. ففضلنا في الاحتلال لحد دلوقت , كل الحكاية ان بطلوا حكاية المندوب السامي .. خلوها السفير !

    أنا ليه باقول الكلام ده ؟! ... مش عارف
    بس كل اللي أقدر أقوله
    لما كنا بنقول يسقط يسقط حكم العسكر .. كان فيه اسلاميين كتير معانا !
    ولما بنقول دلوقت يسقط حكم المرشد .. فيه عسكر كتير معانا !
    لكن في الحقيقة لما حد فيهم بيضرب .. التاني بيقف يتفرج .. ده لو ماوقفش مع أخوه
    والحقيقة إن أي دولة مبنية على العسكر والدين .. أحدهما أو كلاهما
    أثبتت فشلها على مدار التاريخ .. وأثبتت إن سقوطها حتمي زي وجودها .
    وصول الإخوان للحكم كان حتمية تاريخية .. حتى ماكانتش حصلت ثورة كان هيوصل الإخوان للحكم .. وصولهم مش ضعف للقوى العلمانية .. مش معنى كده إني باتهم المجتمع بالجهل إنه انتخبهم .. بالعكس .. أنا زي أحمد زكي في فيلم البيضة والحجر ( باتهمهم بالضعف )
    لأن الضعف مابيفرقش بين جاهل ومتعلم .. العلم بأسلوب حياتنا ماكانش عمره وسيلة كافية لأنه عمره ما كان كافي .. إلا من رحم ربي وقدر يتجاوز مرحلة التعليم الحكومي لتعليم أكثر قوة وقدرة على مقاومة الضعف بالعقل والتفكير والتدبير .

Wednesday, April 3, 2013

أنا مش موافق يا رب

أمي خلصت الأكل فاضطريت آكل وانا مش جعان ودي أكتر حاجه عملتها وانا مش عايزها بعد اني أصلي الضهر

لكن صليت الضهر وكلت ونمت وحلمت اني راكب موتسيكل على نهر من النار لازق في السحاب كأنه محتاج قرار إزالة وكل ما أبص في قلبي ألاقي عيال بتتريق عليا
والدنيا بتمطّر لكن النار مابتتطفيش



وأسمعها بتقولي أولم تؤمن ؟

فأرد عليها وأنا بامرجح مصيري ما بين أه ولأه
بلى ولكن ليطمئن قلبي

قلبي اللي عمره ما أطمئن لوجود الناس حواليه او لوجوده حوالين الناس

دايما بيقاوح عشان مايشوفنيش جبان وباجيب ورا وانا باهرب من كل الأماكن المش ضرورية في المستقبل لكن كانت ضرورية في الماضي
ودايما بيحس أنه خجلان في وسط سكرانين رغم انه دايما نفسه يحكيلهم لكن ماحدش فيهم فايقله

خصوصا ان ربك وزع الأرزاق والهموم بالتساوي وأشدكم عذابا يوم القيامه هو اللي كل مشاكله مشاكل عاطفية وأشدكم عذابا في الدنيا هو اللي كل رزقه من الشقا




انا عطشان يا مولانا وسبيلك ضلّني 
أنا عطشان يا مولانا ووحشني الكلام معاك
وحشتني الميه المالحة اللي بتهرب بعد ما كانت مستخبية في عيني بمجرد ما أحس بايدك على ضهري من فوق
 

وحشتني يا مولانا ووحشني التعلّق بيك ووحشني الأمل أنك لسه شايلي حاجات
وحشتني ووحشني طيبة قلبك شوية 
دي كلها حاجات ولا تسوى بالنسبالك وانا على حجر الرغبة والبكا ونصرة الأعداء وذل الفلوس وألم الفراق ودمعة أمي وسرقة مشاعري واجهاض الكلام قبل ما يطلع وحظ غيري اللي زايد على حظي وحظي اللي أقل من طموحاتي

تعالى يارب
تعالى وهات حضن
حتى لو انت عايز تسيبني
أنا مش موافق يارب .. أنا مش عايز أسيبك    
 

Thursday, February 14, 2013

الزُمُرْ


وبصوت في منتهى الخشوع قال " سلام عليكم طبتم فادخلوها خالدين "
حد كان بيقول ان الخلود مش معناه الحياة الأبدية لكن انتهاء الحياة باختلاف مستويات الأعمار من حقبة زمنية للتانية أعتقد محمد خير ..
وقال بمنتهى الانفعال " فقالوا الحمد لله "
الناس هيصت وقالت الله الله الله يا شيخ الله أكبر يا حج عمران
فقال الشيخ بهدوء " وسيق الذين اتقوا ربهم إلى الجنة زمرا حتى إذا جاءوها وفتحت أبوابها وقال لهم خزنتها "
همهمت الناس بأصوات الله .. االله
اندمج المقرئ وعلى صوته وانفعل " وقال لهم خزنتها سلام عليكم طبتم فادخلوها خالدين وقالوا الحمد لله "
اترج المسجد بصوت الناس بتكبّر وتهلل وتقول الله .. المرة دي بحرقة وكأن لفظ الجلالة ماكانش أكتر ساعتها من صوت اعجاب ..
حد طلب منه يعيد فقال بهدوء
" وسيق الذين اتقوا ربهم إلى الجنة زمرا "
" حتى إذا جائوها وفتحت أبوابها وقال لهم خزنتها "
وبعدين بانفعال
" وقال لهم خزنتها سلام عليكم طبتم فادخلوها خالدين وقالوا الحمد لله "
" وقالوا الحمد لله الذي صدقنا وعده "
طلبات الناس بتزيد انه يعيد جزء معين .. فكرر الشيخ
" وقالوا الحمد لله الذي صدقنا وعده "
" وقالوا الحمد لله الذي صدقنا وعده " بطريقة مختلفة أبهرت الناس وواحد دندن وراه
هدي شوية وكرر وكأنه كفر بكل حاجه إلا الآية دي
" وقالوا الحمد لله الذي صدقنا وعده وأورثنا الأرض "
بهدوؤ وبحرفية
" وأورثنا الأرض نتبوأ من الجنة حيث نشاء فنعم أجر العاملين "
وقال وكأنه بيتخيل
" وترى الملائكة حافّين من حول العرش "
" يسبحون بحمد ربهم " .. " يسبحون بحمد ربهم وقضي بينهم بالحق "
الناس كمان سكتت وبتتخيل
" وقضي بينهم بالحق وقيل الحمد لله رب العالمين "

Tuesday, February 12, 2013

الفيلم - اخراج ممدوح زيكا


تحت بيتنا

تحت بيتنا
دخان عربيات .. بيحسسنا بالونس
وقت انعدام الريح

تحت بيتنا
كونشرتو عربيات
بآلة وحيدة ..
بيصحّوا المتأخرين على مواعيدهم
وبيدّوا للشارع أمان مش ضروري
وصحبه مستعجلة .

وبنات .. بتبيع خضار
, نظرات للماشيين
ونياشين للرصيف
لمجرد شعورهم
بمأساة احتياج الناس لحبات اللمون

تحت بيتنا
صيدلية .. بتبيع البهجة لسواقين الموقف
وشجرة قدام مكتب حكومي معطل
حضنت الرصيف
وماتت
فعملوا مكانها مقبرة ورد دبلان

بيتنا
عمره ما حس بالوحدة
وسط خيالاته المؤقته