كنا في الشتا .. في آخر الشتا روحت البيت باعيّط مش فاكر ليه ؟ كل اللي فاكره إني كنت دايخ .. أول ما دخلت البيت نمت .. غمضت عينيا .. ونمت
وأنا بردان .. وبترعش
مش عارف نمت قد ايه لكن صحيت والدنيا كانت لسه ليل لما صحيت .. سمعت صوت عياط جاي من بره مش عارف منين في الشقة بس كنت متاكد إنه من عندنا .. خرجت مالقتش حد .. ناديت
ماما .. ماما .. ماما
ماحدش رد .. في المطبخ .. في الحمام .. ماحدش .. رغم ان صوت العياط لسه موجود , أخيرا دخلت أوضة نوم بابا وماما ولقيتها مش زي عادتها مترتبه وهاديه .. إنما كلها كراسي وناس لابسه أسود وماحدش فيهم بيبصلي
لقيت بابا قاعد بعيد في آخر كرسي وبيبص في الأرض بحسرة ووحدة سألته : بابا .. فين ماما ؟!
ماردّش
يا بابا .. رد عليا يا بابا
.. مصطفى !
فين ماما يا مصطفى ؟!
مصطفى ماكانش بيعيط بس كان بيبص لكل الناس بحزن وألم
قعدت أصرخ فيهم .. فين ماما
مامااااا
خرجت بره تاني .. أدور .. مالقتهاش
في عز مانا بازعّق .. دوخت اكتر عينيا تقلت ووقعت ع الأرض .. أغمى عليا
مش فاكر يمكن لساعه أو لساعتين لحد ما صحيت .. لقيت نفسي في أوضة مقفولة .. الرطوبة فيها عاليه ..ومفهاش نور .. مفهاش أي نور غير نور أصفر جاي من تحت باب لونه بني محروق .. فتحت الباب .. لقيت سرداب طويل .. لون حيطانه غامق وضيق يادوبك يساع اتنين وكان في نصه لمبه صفرا لونها شاحب
من بعيد كنت سامع صوت غراب بينعق بصوت حزين وبعد ما مشيت شوية سمعت من بعيد صوت اتنين ستات قاعدين ع الأرض لما قربت منهم لقيتهم قاعدين ع الأرض لابسين أسود وعينيهم مكحله وخدّهم زي ما يكون متعور من لخبطة الدموع والكحل وكانوا بينعوا بصوت عالي وبيقولوا وهم بيبصولي بحزن
" لولا الملامة لاجيب سلّم ولاطلع فوق .. وأعاتبك ع اللي عملته يا قليل الذوق"
خوفت منهم ومدّيت وهم لسه بيبصولي .. لقيت لسه الغراب بيبصلي وفجأة طار قدّامي كأنه بيوريني السكة ..
وقف عند باب ..شبه باب شقتنا في بيتنا القديم
حطيت إيدي ع الأوكرة لقيتها متعاصة دم .. مسحت إيدي وفتحت الباب تاني ..
وخرجت .. وأنا باخرج الهوا شدني لبره .. كان هوا شتوي قاسي خدني معاه مع المطرة والبرق والرعد وخرجت لقيتني في صحرا .. صحرا كبيرة ماقدرش أشوف أولها أو آخرها .. ضلمة كأن القمر رفض ينور الليلة دي
ماكانش فيه غير ضوء نور جاي من بعيد من نار متولعه وقايدة بخشب محروق حتى المطر مابيطفيهاش .. وكان جنبها راجل عجوز .. قربت منه .. كان قاعد على صخرة دهبي لابس جلبية بني وعِمّه وباين على وشه تفاصيل كتير أكتر حتى من إني أفهمها ..
بصّلي كأنه بيقولي أقعد جنبه .. قعدت ..حط إيده على كتفي وبصيت في عينيه لأول مرة .. عينيه كانت سحابة عسلي بخطوط سودا , مسك كتفي بشدة وضمني عليه وصرخ
صرخة قوية جدا . صرخة نادت على كل الغربان والصقور فاتجمعوا حوالينا وقالي بصوت هادي . ماتخافش
وبعدها بص في السما وغنى
كان بيقول بحرقة
" يا بكريتي يا أم الجرس رنانه .. حبي خد البحور ولا حيانا
يا بكريتي يا أما الجرس رنانه حبي خد البحور ولا حيانا "
أول ما ساب كتفي قدرت أقوم ..وقفت على رجلي ومشيت فضلت ماشي في الصحرا مش شايف أي حاجه .. حواليا غربان وصقور كتير كأنهم مستنيين لحظة عشان يهجموا عليا .. أو يمكن كانوا بيدلوني على الطريق
في الصحرا ... لقيت باب
باب بني كبير من غير أوكرة ومن غير علامات .. من غير ما أخبط فتحت الباب
لقيت نور .. نور جاي من كل حته .. وقطة بني
جريت القطة من قدامي على سلّم طلعت وراها وكان حواليا قطط وكلاب وغربان وصقور .. وحمام
وقفوا كلهم قدام باب مستنيني أفتح
ومن غير ما أتكلم ..الباب اتفتح وطلع معاه صوت موسيقى بيانو هادية
لما فتحت .. كانت الأوضة أكتر مكان فيه نور نور من كل حته
ولقيتها
قاعده وماسكه كتاب .. وبتحكي لكل الحيوانات والطيور الموجوده ... كانت أصغر من آخر مرة شوفتها يمكن ب 30 سنة
عمرها ما كان عندها تجاعيد بس وشها هنا كان أحلى
ماما
ناديت عليها .. ماما
ضحكت أول ما شافتني وقلعت النضارة وابتسمت
كانت لابسه فستان أبيض كان بيحضن جسمها الأسمر الجنوبي كأنه خايف يطير
وكان شعرها كأنه ليلة شتا طويلة جدا مابتنتهيش
قربت منها ..وقفت
ماما
ناديت عليها لكنها ماخدتش أي رد فعل
وفجأة فستانها الأبيض بقا يلم جسمها ويطير كأنه حبات هوا
صرخت : ماما
اختفت
دورت عليها في كل المكان مالقتهاش
ووقعت تاني ع الأرض مغمى عليا لما أغمى عليا كنت حاسس إني حاطت راسي على دراعها وهي نايمه ومدّيها ضهري .. ومشيت ايدي على دراعها .. لحد ما وصلت لإيديها لما وصلت لإيديها اتأكدت إنها ماما .. لما تبتت على إيدي وضمت صدري بالإيد التانية وهمست في ودني
" المهم إننا مع بعض "
وبعدها بفترة .. فوقت .. خرجت بره تاني كان النور طلع ماعرفش المكان اللي كنا فيه بس تقريبا كان مقابر .. لقيت ماما ماشيه جنب بابا كان هو كمان لابس قميص أبيض ودقنه كانت محلوقة غير من شوية شعر خفيف كان ماسك في إيده ورده حمرا وهي كانت سابقاه بورده بيضا كانوا متأثرين بس مش بيعيطوا
وأنا كنت واقف ساند على صخرة مكتوب عليها حاجه مش قادر أقراها
لما ماما قربت مني حطت ورده على الصخرة وساعتها إتكلّمت وقالتلي
" وحشتني .. ماتخافش .. أنا جايالك قريب "
وابتسمت وسابت الورده حاولت أجري وراها لكن فيه شيء منعني وكأني محبوس .. ولأول مرة قدرت أخيرا أقرا اللي مكتوب على الصخرة .. كان محفور على الصخرة اسمي بالكامل ومكتوب تحته كلام فهمت منه كل حاجه وساعتها بصيت لماما و بصوت عالي قلتلها وأنا باعيّط
" أنا لوحدي يا ماما .. أنا لوحدي "
وأنا متأكد تماما إنها بصيتلي وضحكت وقالتلي وهي بتفتح عينيها عشان تطمني و بصوت مسمعتهوش لكن فهمته من حركة شفايفها
قالتلي
" ماتخافش " .
وأنا بردان .. وبترعش
مش عارف نمت قد ايه لكن صحيت والدنيا كانت لسه ليل لما صحيت .. سمعت صوت عياط جاي من بره مش عارف منين في الشقة بس كنت متاكد إنه من عندنا .. خرجت مالقتش حد .. ناديت
ماما .. ماما .. ماما
ماحدش رد .. في المطبخ .. في الحمام .. ماحدش .. رغم ان صوت العياط لسه موجود , أخيرا دخلت أوضة نوم بابا وماما ولقيتها مش زي عادتها مترتبه وهاديه .. إنما كلها كراسي وناس لابسه أسود وماحدش فيهم بيبصلي
لقيت بابا قاعد بعيد في آخر كرسي وبيبص في الأرض بحسرة ووحدة سألته : بابا .. فين ماما ؟!
ماردّش
يا بابا .. رد عليا يا بابا
.. مصطفى !
فين ماما يا مصطفى ؟!
مصطفى ماكانش بيعيط بس كان بيبص لكل الناس بحزن وألم
قعدت أصرخ فيهم .. فين ماما
مامااااا
خرجت بره تاني .. أدور .. مالقتهاش
في عز مانا بازعّق .. دوخت اكتر عينيا تقلت ووقعت ع الأرض .. أغمى عليا
مش فاكر يمكن لساعه أو لساعتين لحد ما صحيت .. لقيت نفسي في أوضة مقفولة .. الرطوبة فيها عاليه ..ومفهاش نور .. مفهاش أي نور غير نور أصفر جاي من تحت باب لونه بني محروق .. فتحت الباب .. لقيت سرداب طويل .. لون حيطانه غامق وضيق يادوبك يساع اتنين وكان في نصه لمبه صفرا لونها شاحب
من بعيد كنت سامع صوت غراب بينعق بصوت حزين وبعد ما مشيت شوية سمعت من بعيد صوت اتنين ستات قاعدين ع الأرض لما قربت منهم لقيتهم قاعدين ع الأرض لابسين أسود وعينيهم مكحله وخدّهم زي ما يكون متعور من لخبطة الدموع والكحل وكانوا بينعوا بصوت عالي وبيقولوا وهم بيبصولي بحزن
" لولا الملامة لاجيب سلّم ولاطلع فوق .. وأعاتبك ع اللي عملته يا قليل الذوق"
خوفت منهم ومدّيت وهم لسه بيبصولي .. لقيت لسه الغراب بيبصلي وفجأة طار قدّامي كأنه بيوريني السكة ..
وقف عند باب ..شبه باب شقتنا في بيتنا القديم
حطيت إيدي ع الأوكرة لقيتها متعاصة دم .. مسحت إيدي وفتحت الباب تاني ..
وخرجت .. وأنا باخرج الهوا شدني لبره .. كان هوا شتوي قاسي خدني معاه مع المطرة والبرق والرعد وخرجت لقيتني في صحرا .. صحرا كبيرة ماقدرش أشوف أولها أو آخرها .. ضلمة كأن القمر رفض ينور الليلة دي
ماكانش فيه غير ضوء نور جاي من بعيد من نار متولعه وقايدة بخشب محروق حتى المطر مابيطفيهاش .. وكان جنبها راجل عجوز .. قربت منه .. كان قاعد على صخرة دهبي لابس جلبية بني وعِمّه وباين على وشه تفاصيل كتير أكتر حتى من إني أفهمها ..
بصّلي كأنه بيقولي أقعد جنبه .. قعدت ..حط إيده على كتفي وبصيت في عينيه لأول مرة .. عينيه كانت سحابة عسلي بخطوط سودا , مسك كتفي بشدة وضمني عليه وصرخ
صرخة قوية جدا . صرخة نادت على كل الغربان والصقور فاتجمعوا حوالينا وقالي بصوت هادي . ماتخافش
وبعدها بص في السما وغنى
كان بيقول بحرقة
" يا بكريتي يا أم الجرس رنانه .. حبي خد البحور ولا حيانا
يا بكريتي يا أما الجرس رنانه حبي خد البحور ولا حيانا "
أول ما ساب كتفي قدرت أقوم ..وقفت على رجلي ومشيت فضلت ماشي في الصحرا مش شايف أي حاجه .. حواليا غربان وصقور كتير كأنهم مستنيين لحظة عشان يهجموا عليا .. أو يمكن كانوا بيدلوني على الطريق
في الصحرا ... لقيت باب
باب بني كبير من غير أوكرة ومن غير علامات .. من غير ما أخبط فتحت الباب
لقيت نور .. نور جاي من كل حته .. وقطة بني
جريت القطة من قدامي على سلّم طلعت وراها وكان حواليا قطط وكلاب وغربان وصقور .. وحمام
وقفوا كلهم قدام باب مستنيني أفتح
ومن غير ما أتكلم ..الباب اتفتح وطلع معاه صوت موسيقى بيانو هادية
لما فتحت .. كانت الأوضة أكتر مكان فيه نور نور من كل حته
ولقيتها
قاعده وماسكه كتاب .. وبتحكي لكل الحيوانات والطيور الموجوده ... كانت أصغر من آخر مرة شوفتها يمكن ب 30 سنة
عمرها ما كان عندها تجاعيد بس وشها هنا كان أحلى
ماما
ناديت عليها .. ماما
ضحكت أول ما شافتني وقلعت النضارة وابتسمت
كانت لابسه فستان أبيض كان بيحضن جسمها الأسمر الجنوبي كأنه خايف يطير
وكان شعرها كأنه ليلة شتا طويلة جدا مابتنتهيش
قربت منها ..وقفت
ماما
ناديت عليها لكنها ماخدتش أي رد فعل
وفجأة فستانها الأبيض بقا يلم جسمها ويطير كأنه حبات هوا
صرخت : ماما
اختفت
دورت عليها في كل المكان مالقتهاش
ووقعت تاني ع الأرض مغمى عليا لما أغمى عليا كنت حاسس إني حاطت راسي على دراعها وهي نايمه ومدّيها ضهري .. ومشيت ايدي على دراعها .. لحد ما وصلت لإيديها لما وصلت لإيديها اتأكدت إنها ماما .. لما تبتت على إيدي وضمت صدري بالإيد التانية وهمست في ودني
" المهم إننا مع بعض "
وبعدها بفترة .. فوقت .. خرجت بره تاني كان النور طلع ماعرفش المكان اللي كنا فيه بس تقريبا كان مقابر .. لقيت ماما ماشيه جنب بابا كان هو كمان لابس قميص أبيض ودقنه كانت محلوقة غير من شوية شعر خفيف كان ماسك في إيده ورده حمرا وهي كانت سابقاه بورده بيضا كانوا متأثرين بس مش بيعيطوا
وأنا كنت واقف ساند على صخرة مكتوب عليها حاجه مش قادر أقراها
لما ماما قربت مني حطت ورده على الصخرة وساعتها إتكلّمت وقالتلي
" وحشتني .. ماتخافش .. أنا جايالك قريب "
وابتسمت وسابت الورده حاولت أجري وراها لكن فيه شيء منعني وكأني محبوس .. ولأول مرة قدرت أخيرا أقرا اللي مكتوب على الصخرة .. كان محفور على الصخرة اسمي بالكامل ومكتوب تحته كلام فهمت منه كل حاجه وساعتها بصيت لماما و بصوت عالي قلتلها وأنا باعيّط
" أنا لوحدي يا ماما .. أنا لوحدي "
وأنا متأكد تماما إنها بصيتلي وضحكت وقالتلي وهي بتفتح عينيها عشان تطمني و بصوت مسمعتهوش لكن فهمته من حركة شفايفها
قالتلي
" ماتخافش " .
1 comment:
شكراً كتير على المدونة المميزة .. شرفونا بالزيارة و تعلموا معنا اكلات بالارز كتير شهية
اكلات جديدة
طريقه عمل الارز بالخضار المسبك مع الدجاج
Post a Comment