Friday, August 16, 2013

أبي

أبي يحب الأعداء
وأنا أتمنى أن يقتلني أحدهم أمامه ..
حتى إذا سرى دمي
في الشوارع المحيطة لبيتنا
أخذت حذاء قاتلي وضربت أبي على رأسه ..
وأنا أصرخ في عينيه المثقلة بالدموع : يا حمار
لقد قتلني ! .. الآن فهمت ؟ .. يا حمار ..

Sunday, August 11, 2013

العَـلْـقَــه

حاضر هاحكيلك , هي كانت خناقة زمان في المدرسة على مين يوصل لباب المدرسة الشبه متوارب لتحقيق أمل الهروب من جحيم المدرسة لأول مرة في الحياة ولاختبار تجربة التخلّي مرة واحده على الأقل قبل ما نوصل سنة 5 ابتدائي وتبقا الحياة أصعب بكتير من إننا نهرب منها , كنت أنا وخالد مصطفى وإسلام حسن الله يرحمه وسلامة الفلسطيني وصالح العماني ومصطفى خالد اللي أخته بتعيط لما تيجي المدرسة ومحمد يحيى وعادل

الخوف كان مالينا والتوتر كان هو سيد الموقف لكن على قد ما الهروب ماكانش حل عملي إلا إن تجربة الهروب والقبض عليك هتكون أهون مرة من تجربة الخوف لو ماجريتش زي الباقي وعملت زيهم لأنك ساعتها هتكون صابتك لعنة الخوف اللي هتستمر ذكرى مع صحابك لحد ما يحكوها لولادهم كمان ! وهتبقا حفلة المدرسة لسنين جايه ..

الإختيار كان صعب .. إسلام كان أكتر واحد بيخاف من الخوف .. جري .. خرج من السلم وشاورلنا من بعيد
خالد أجّل قراره وهو بيبص في عينيا وهو عارف نفس اللي بافكر فيه ! يا نهرب ! يا نتعاير بخوفنا للأبد , سلامة رجع الفصل اللي كان غايب عنه المدرس و بعدها بسنة كان في بلده فلسطين واتقطعت أخباره للأبد
صالح , راح لحد الباب لكن خاف أول ما شاف مدرس خارج من أوضة الناظر وساعتها جري ودخل الحمام !
بعدها عدى المدرس عادي جدا وصالح فضل في الحمام لحد الفسحة
محمد يحيى وعادل جريوا .. هربوا من الباب وفتحوه زيادة عشان نتطمن وبعدها أول ما سمعنا صوت كحّة الناظر جري محمد يحيى وعادل على تحت واحنا جرينا لورا تحسبا لأي خطوة من الناظر لو كان خد باله !

لسه فاكر بصّة خالد وهو بيحاول يقلل من شعوري بذنب الخوف وهو بيحاول يقولي : " طب وبعد ما نهرب هانعمل ايه "
أكيد مش هنرجع البيت لأنهم ساعتها هيعرفوا إننا هربنا !
والشارع بالنسبالنا كان زي الفضاء بالنسبالنا دلوقت
إحنا عارفين ومتأكدين من وجوده لكن ماخوضناش فيه أي تجارب لوحدنا
غير يمكن تجربتي لما توهت !

أنا وخالد جرينا ناحية الباب وإحنا الخوف بتسرسب مننا كأنه عرق لدرجة إن الناظر سمع خوفنا وخرج لقانا أنا وهو بنحاول نهرب !
خالد مسك إيدي وأنا ماقدرتش أجري .. وقفنا .. خدنا قلمين مش هننساهم ورجعنا الفصل بنعيط !

سلامة ومصطفى خالد فضلوا يتعاايرواا بخوفهم لحد ما سابوا المدرسة !

صالح .. اتحسبتله تجربة بس اتريقنا عليه كتير لأنه فضل في الحمام أكتر من ساعتين بيعيط ومش عارف ياخد قرار

عادل ومحمد يحيى و إسلام حسن - الله يرحمه - فضلوا يحكولنا عن مغامرتهم اللي اختلفت فيها الحدوتة لما كل واحد حكاها لوحده عن الشارع لحد ما دخلنا إعدادي وبقا الهروب من السجن مش شيء فظيع ولا تجربة مثيرة ! بقت مجرد عادة ! حتى المدرسين مابقوش بيرفضوا لو طلبنا منهم نروّح .

أما أنا وخالد .. كنا أبطال بالنسبة للشلة وللفصل كنا بالنسبالهم - رغم فشلنا - رجالة وخوضنا التجربة , وزودنا في حكاياتنا عن اللي عمله معانا الناظر , الشيء اللي خلانا في وجهة نظر الكل ضحايا الشجاعة

أنا وخالد حاولنا .. بس ماخوضناش تجربة الهروب .. ماشوفناش الشارع وماجربناش طعم هزيمته أو انتصاره وماعرفناش لحد دلوقت حقيقة اللي اتحكالنا عنه
وماكناش جبنا زي سلامة ومصطفى
التردد خلانا نخوض تجربة تالته أكبر من تجربة الهروب والتخاذل

أنا لحد دلوقت باسمّيها تجربة العَلقَه ..
لحد دلوقت - ورغم إني ماشوفتش خالد من ييجي 15 سنة أو أكتر إلا إني لسه لحد دلوقت باخد العَلقَه .. ومش بتحسب لا جبان ! ولا شجاع !

Saturday, August 3, 2013

من أنا لأقول لكم : وين هنادي يا خال .. دعاء الكروان - هنري بركات



وين هنادي يا خال ؟
!
 

تتسائل آمنة ( فاتن حمامة ) في رعب عن مصير أختها هنادي ( زهرة العلا ) مخاطبة أمها ( أمينة رزق ) وخالها اللذان يقفان في شموخ المنتصر بعد إخفائهما لعار الأخت الذي لحق بالعائلة
هكذا اتخذ الخال ( عبد العليم خطاب ) قرار النهاية .. يجب أن تقتل هنادي قبل أن يصبح السر فضيحة , ينتج عنها عارا .. مخلفا ورائه ثقل كبير وهم كبير على العائلة
هكذا اختار المخرج هنري بركات بداية فيلمه الرائع  ( دعاء الكروان )عن رواية طه حسين التي تحمل نفس الاسم 
وهكذا .. لم يتبق لآمنه سوى مزيد من الكره للأم والخال وللسيد .. السيد الذي خان الأمانه وفعل فعلته مع هنادي .. والآن ؟ أين هنادي ؟
هنادي كما أجابها الخال
" هنادي خدها الوبا "
هكذا كان أرحم على الخال أن تذهب هنادي في مرض يودي بهلكها وحياتها عن أن تكون على علاقة برجل غريب
ترحل آمنه .. لتبحث عن سبب كل هذا .. عن المهندس الشاب الذي أتى ليحول حياتها إلى جحيم .. السيد الذي تسبب في قتل هنادي 
تصل إليه 
ولا شيء سوى أنها تشاهده يوميا .. تسعى في ألم لفعل أي شيء ولكن لا 
ليس وهناك شيء ما في قلبها لا يزال يتحدث لها بلغة لا تفهمها

هكذا استطاع هنري بركات أن يفصل بينهما بالنور بالظل بالباب بأي شيء حتى بالنظرات التي تتحاشاها الفتاة لكي لا تقع في الحب , طوال أيام اللقاء الاولى حيث آمنه لا تتوقع أبدا أنها ستقع في غرام السيد .. وقلبها لا يطاوعها على الإطلاق  وكانها تقول
هناك شيء ما بيننا يا سيدي 
أنت قتلت هنادي .. أنت سبب كل هذا الجحيم
وأنا لا أعلم لماذا .. أقول أني أكرهك من وراء الباب
لا يلتقي أحمد مظهر و فاتن حمامه مطلقا خلال الفيلم في كادر واحد إلا وبينهما حاجز
يضع لاوعي المشاهد في رؤية جبرية عن مدى قوة الصراع الدائر لا بين آمنة و
السيد .. ولكن
بين آمنه وآمنه
آمنه التي كرهت .. وآمنه التي أحبت
آمنه التي تريد الانتقام .. وآمنه التي يغلبها الحزن
آمنه التي تموت مئة مرة 

تصاعد هنري بركات في استخدام تلك الحواجز المرئية لتغليب صفة الحاجز اللامرئية والمعلومة بالطبع عند المشاهد ولكنه كان أكثر تحكما بإيقاع الفيلم 

فكلما حدث تطورا في العلاقة بين السيد/ المهندس الزراعي ( أحمد مظهر ) و آمنة كلما اقتربا من خلال الكادر 
حتى
وفي لحظة ما

انهار ذلك الحاجز .. 
كما لا يجب
أو ربما كما يجب

ولكن كيف تحول كل هذا الغضب إلى كل هذا الضعف

ثم كيف تحول كل هذا الضعف إلى كل هذا الشك
ثم كيف ومتى تحول الشك إلى حب
كيف يمكن ذلك
كيف .


دعاء الكروان
أحمد مظهر - فاتن حمامة - زهرة العلا - أمينة رزق - عبد العليم خطاب
قصة : طه حسين
سيناريو وحوار :يوسف جوهر - هنري بركات
إخراج : هنري بركات