كان يوم عادي زي كل أيام عم ناصر , صحي الصبح بدري , مش عشان حاجه غير انه يلحق ينام بدري قبل ما الليل ييجي ويفتكر إنه عدّى 60 سنة وهو عايش لوحده , الليل صعب جدا من وجهة نظر عم ناصر .. وعشان كده كل يوم كان بيصحى بدري يركب ميكروباص لحد آخر الخط ويرجع فيه ..يمشي على الكونريش لحد ما يتعب .. ويرجع مشي ..
الفضول كان بيقتل عم ناصر كل ما يشوف شباب قاعدين على الكورنيش عند سلّم الكوبري وبيصطادوا سمك .
في يوم .. ركب عم ناصر ميكروباص وقعد على كرسي جنب الشباك يشم الهوا الساقع , وكان كل ما تعدي محطة ركاب جداد يطلعوا الميكروباص من غير ما حد ينزل .. على أول الكورنيش ركب شاب أسمر طويل .. طويل لدرجة إنه كان موطي في الميكروباص لدرجة إنه تاني جسمه كله وماسك في ايده شنطة جلد لونها بني
مع الوقت حس عم ناصر بتعاطف مع الشاب وعرض عليه ياخد منه الشنطة عشان يعرف يمسك في حاجه ويعرف يقف .. في الأول .. الشاب اتردد , لكن لما بص لوش عم ناصر مالقاش حاجه تخوف .. سابله الشنطة وقاله شكرا .
عند سلّم الكوبري - كالعادة - فيه ناس نزلت , عم ناصر كان كالعادة باصص ع الشارع بيسلّي وقته بالفرجة على الناس اللي عندهم مشاوير مهمة يعملوها
وفجأة .. اكتشف ان الشاب اللي اداله الشنطة نزل عند السلم من غير ما ياخد الشنطة بتاعته .. ارتبك جدا ونزل من الميكروباص ورجع لحد السلّم ومالقاش الشاب ..
فضل واقف شوية عند السلّم جنب الناس اللي بتصطاد .. يمكن الشاب يفتكر ويرجع يدور على عم ناصر لكن في الحقيقة .. ماجاش ..
في البيت , فضلت الشنطة محطوطة ع الترابيزة قدام عم ناصر اللي كان كل شوية يفكر يفتحها ولا لأ ...
وفعلا .. فتحها .. لكن كانت الصدمة الحقيقية إنه مالقاش حاجه مهمة , غير شوية ورق مكتوب فيهم كلام مش مفهوم ونوته بلاستيك مكتوب عليها من بره
" أنا مش عارف أنا بدور على ايه , لكن على الأقل بطلت أحس إني لو مالقتش حاجة هاموت .. أنا خلاص , قررت أخلي الحاجات هي اللي تدور عليا "
عم ناصر مافهمش الجملة أوي , هو ماكانش بيحب الفلسفة ولا الأشعار اللي كانت ماليه النوته اللي كانت بالنسباله كلها ألغاز مافهمش منها حاجة
لكن ماكانش يعرف ليه جاله احساس إن الحاجات دي هتهم صاحبها
كان كل يوم يركب في نفس المعاد نفس الميكروباص .. وكل مرة مايلاقيش صاحب الشنطة .. وينزل عند السلّم .. يستناه جنب الصيادين .. ساعه .. اتنين .. يفضل يتفرج فيهم على الصيادين وهم بيتكلموا مع بعض وهم متسكين في ايديهم الصنارات كأنها بنادق , وكانت أكتر حاجه بتبسطه لما يحضر لحظة فيها الصنارة ويشوف الصياد وهو بيتوتر وبيبتسم ويشد الصنارة ويتحرك معاها كأنه بيرقص مع السمكة .. وفي الآخر تطلع السمكة يحطها بكل سعادة في الجردل اللي جايبه مخصوص عشان يحط فيه السمك .. ويكمّل صيد
المرة اللي بعدها , عم ناصر خد القرار .. اشترى صنارة .. وقرر يجيب كرسي بيتفتح ويتقفل .. وجردل وطعم وقرر يروح يصطاد معاهم
ركب نفس الميكروباص في نفس المعاد وخد معاه الشنطة البني ..
وزي كل يوم مالقاش الشاب الاسمراني اللي سابله الشنطة
نزل عند السلّم , و حط الكرسي على الكورنيش وحط الطعم في الصنارة ورمى الخيط في النيل
وفي ايده التانية .. مسك نوتة الأشعار بتاعة الشاب اللي سابله الشنطة و ساعتها بس .. قرر إنه مش لازم يفهمها , كان أول مرة يحس بالشِعر , وعند آخر صفحة في النوته .. حس ان الصنارة بتتهز في ايده .. بسرعة ساب النوته وقام شد الصنارة بكل قوته و طلع سمكة بلطي كبيرة ..
ابتسم جدا وفضل قاعد 4 ساعات على الكورنيش وهو رامي الصنارة في النيل , أينعم ماصطادش غير سمكة واحده بس , بس كان مروّح سعيد جدا ..
وقرر إنه لما يروح هيفكر يعمل ايه في السمكة .. يا ترى هياكلها ! ولا يديها لحد غلبان ! ماكانش عارف .. بس في الغالب . هياكلها ..
عم ناصر كان محتار هيعمل ايه بالسمكة .. وكان ملخوم جدا في الميكروباص بالصنارة والكرسي والجردل اللي فيه السمكة
والشنطة البني ..
الميكروباص كان زحمة كالعادة .. كل الميكروباصات زحمة كالعادة .. البنت اللي كانت قاعده جنب الشباك جنب عم ناصر .. خبطت على كتفه وعرضت عليه تاخد منه حاجه تشيلهاله عشان يعرف يرتاح في قعدته , عم ناصر بصلها في عينيها .. ولما مالقاش حاجه تخوف .. سابلها الشنطة البني .
الفضول كان بيقتل عم ناصر كل ما يشوف شباب قاعدين على الكورنيش عند سلّم الكوبري وبيصطادوا سمك .
في يوم .. ركب عم ناصر ميكروباص وقعد على كرسي جنب الشباك يشم الهوا الساقع , وكان كل ما تعدي محطة ركاب جداد يطلعوا الميكروباص من غير ما حد ينزل .. على أول الكورنيش ركب شاب أسمر طويل .. طويل لدرجة إنه كان موطي في الميكروباص لدرجة إنه تاني جسمه كله وماسك في ايده شنطة جلد لونها بني
مع الوقت حس عم ناصر بتعاطف مع الشاب وعرض عليه ياخد منه الشنطة عشان يعرف يمسك في حاجه ويعرف يقف .. في الأول .. الشاب اتردد , لكن لما بص لوش عم ناصر مالقاش حاجه تخوف .. سابله الشنطة وقاله شكرا .
عند سلّم الكوبري - كالعادة - فيه ناس نزلت , عم ناصر كان كالعادة باصص ع الشارع بيسلّي وقته بالفرجة على الناس اللي عندهم مشاوير مهمة يعملوها
وفجأة .. اكتشف ان الشاب اللي اداله الشنطة نزل عند السلم من غير ما ياخد الشنطة بتاعته .. ارتبك جدا ونزل من الميكروباص ورجع لحد السلّم ومالقاش الشاب ..
فضل واقف شوية عند السلّم جنب الناس اللي بتصطاد .. يمكن الشاب يفتكر ويرجع يدور على عم ناصر لكن في الحقيقة .. ماجاش ..
في البيت , فضلت الشنطة محطوطة ع الترابيزة قدام عم ناصر اللي كان كل شوية يفكر يفتحها ولا لأ ...
وفعلا .. فتحها .. لكن كانت الصدمة الحقيقية إنه مالقاش حاجه مهمة , غير شوية ورق مكتوب فيهم كلام مش مفهوم ونوته بلاستيك مكتوب عليها من بره
" أنا مش عارف أنا بدور على ايه , لكن على الأقل بطلت أحس إني لو مالقتش حاجة هاموت .. أنا خلاص , قررت أخلي الحاجات هي اللي تدور عليا "
عم ناصر مافهمش الجملة أوي , هو ماكانش بيحب الفلسفة ولا الأشعار اللي كانت ماليه النوته اللي كانت بالنسباله كلها ألغاز مافهمش منها حاجة
لكن ماكانش يعرف ليه جاله احساس إن الحاجات دي هتهم صاحبها
كان كل يوم يركب في نفس المعاد نفس الميكروباص .. وكل مرة مايلاقيش صاحب الشنطة .. وينزل عند السلّم .. يستناه جنب الصيادين .. ساعه .. اتنين .. يفضل يتفرج فيهم على الصيادين وهم بيتكلموا مع بعض وهم متسكين في ايديهم الصنارات كأنها بنادق , وكانت أكتر حاجه بتبسطه لما يحضر لحظة فيها الصنارة ويشوف الصياد وهو بيتوتر وبيبتسم ويشد الصنارة ويتحرك معاها كأنه بيرقص مع السمكة .. وفي الآخر تطلع السمكة يحطها بكل سعادة في الجردل اللي جايبه مخصوص عشان يحط فيه السمك .. ويكمّل صيد
المرة اللي بعدها , عم ناصر خد القرار .. اشترى صنارة .. وقرر يجيب كرسي بيتفتح ويتقفل .. وجردل وطعم وقرر يروح يصطاد معاهم
ركب نفس الميكروباص في نفس المعاد وخد معاه الشنطة البني ..
وزي كل يوم مالقاش الشاب الاسمراني اللي سابله الشنطة
نزل عند السلّم , و حط الكرسي على الكورنيش وحط الطعم في الصنارة ورمى الخيط في النيل
وفي ايده التانية .. مسك نوتة الأشعار بتاعة الشاب اللي سابله الشنطة و ساعتها بس .. قرر إنه مش لازم يفهمها , كان أول مرة يحس بالشِعر , وعند آخر صفحة في النوته .. حس ان الصنارة بتتهز في ايده .. بسرعة ساب النوته وقام شد الصنارة بكل قوته و طلع سمكة بلطي كبيرة ..
ابتسم جدا وفضل قاعد 4 ساعات على الكورنيش وهو رامي الصنارة في النيل , أينعم ماصطادش غير سمكة واحده بس , بس كان مروّح سعيد جدا ..
وقرر إنه لما يروح هيفكر يعمل ايه في السمكة .. يا ترى هياكلها ! ولا يديها لحد غلبان ! ماكانش عارف .. بس في الغالب . هياكلها ..
عم ناصر كان محتار هيعمل ايه بالسمكة .. وكان ملخوم جدا في الميكروباص بالصنارة والكرسي والجردل اللي فيه السمكة
والشنطة البني ..
الميكروباص كان زحمة كالعادة .. كل الميكروباصات زحمة كالعادة .. البنت اللي كانت قاعده جنب الشباك جنب عم ناصر .. خبطت على كتفه وعرضت عليه تاخد منه حاجه تشيلهاله عشان يعرف يرتاح في قعدته , عم ناصر بصلها في عينيها .. ولما مالقاش حاجه تخوف .. سابلها الشنطة البني .