Thursday, July 30, 2009

حكمت الاقدار

حكمت الاقدار
الصلاة خير من النوم
لم يعد يصلي الفجر .. فقد ايمانه بفكرة ان الصلاة خير من النوم ولكنه لم يبد عليه التاثر كثيرا
دائما ما يتصارع مع النعاس فيغلبه دائما في الثانية عشر بالتحديد ثم اربع ساعات ونص اخري حتي يسمع المؤذن بصوته المؤذي " الصلاة خير من النوم " ثم يسمع صوت كحة ثم صوت بصاق- يبصقه المؤذن غالبا- ثم صوت الراديو بجانب المؤذن عندها تقرر عيناه ان تفتح فيسمع الصوت مرة اخري " الصلاااااة خير من النوم " تاتي زوجته لايقاظه
- اصحي يا ابو محمد الفجر اذن
- حاضر حاضر هاصحي
ينام
يستيقظ في السابعه يبدو عليه ارهاق رجلا لم ينم منذ سنوات يشرب قهوته ويهم بالبحث عن ملابسه
تساله زوجته ؟
- مش هتقرا الورد بتاع النهرده يا ابو احمد ؟
- هابقي اقراه في السكه
الان فقط وبعد عشرون عاما بالتحديد ايقن انه لم يحب الله قط ولكنه لا يعلم بالتحديد اي واقعة في تلك العام هي سبب ذلك
من عشرون عاما
فقد امه
ولكنه يعلم تماما ان " الموت علينا حق " وان احمد صديقه فقد امه ايضا قبل ذلك بعام . هل عندما توفي جنينه الاول في رحم زوجته .. او ربما عندما اتي له والده في المنام يحترق هل عندما القي القبض عليه وهو يختلس مبلغا من خزينة الشركه لينقذ ذلك الجنين ولكنه لم يفعل وتم القبض عليه ومات جنينه الاول والاخير
ربما ذلك
لم يكن الاول الذي يختلس مالا من خزينة المصلحه في بلاده بل ان هذا تقريبا شيئا عاديا جدا
ولكن دائما ما كان يردد في زنزانته التي استمر فيها ثلاث سنوات
" اشمعني انا يارب "
" ما حسنين بيه وكيل الوزاره اختلس وسابوه ومدام سميره اختلست والست ام ابراهيم بتيجي المصلحه تقشر بطاطس"
ظل طيلة عشرون عاما يعتقد ان الله يعاقبه في الدنيا حتي يزيح عنه بلاء الآخره ولكن دائما ما كانت تراوده احلامه بحق الله اي لعنة هي اشد من تلك التي يعانيها
يعلم تماما ان الفقر الذي يعيه هو نتاج سبع سنوات من الزنى يعلم تماما ان " وعزتي وجلالي لافقرن الزاني ولو بعد حين " ولكن ايضا كانت تراوده وسوسات شيطانه اللعين
" اشمعنا انا يارب "
كم زاني هنا في مصر .. الشعب كله يزنى بشكل او بآخر فهو اما ناكح واما منكوح وتحتم علينا اداب النكاح ان نتكتم عليها ولا نخبر احدا اننا شعبا قد عشق النكاح
ولكن " اشمعنا انا " يقطع صوت صلوات تفكيره ذلك المواطن الذي بدا عليه الشقي
- حضرتك استاذ محمد عبد الباقي ؟
- ايوه
- حضرتك انا بقالي اسبوع داير علي كعب رجلي عايز امضة عشان اخد معاش ابويا وكل شويه يشحططوني
مد ذراعه ليلتقط ورقة الشاب البائس ليلحظ انه قد وضع تحتها عشرة جنيهات
ربما كان يغضبه ذلك كثيرا منذ فتره لربما قد شتمه وسبه ولعن كل راشي ومرتشي في تلك المحروسه ولكن حينها لمع في عيناه بريقا جديدا
بالعشرة جنيهات ربما يشرب مارلبورو اليوم بدلا من الكيلوباترا التي تجعل فمه مثل سلة القمامه
ربما يذهب الي بيته في تاكسي اليوم
ثم
" هي يعني جت عليا "
اذا كان ثلاثة ارباع الشعب هو اما راشي او مرتشي اذا
فقد لعن الله شعب مصر لعنة رهيبه
بين الزنى والرشوه اذن لابد انه هناك في جهنم قسم خاص للمصريين
وضع العشرة جنيهات في جيب القميص ثم بكل بساطه وقع للرجل علي ورقته
- ربنا يخليك لينا يا باشا
- متشكرين يا سيدي اطلع بقي لمدام هند خليها تمضيلك . قولها عم محمد بيقولك امضيلي هنا
اخرج العشره جنيهات من جيبه
ثم مسك طرفيها بيمينه ويساره واخذ يقلبها .. كم كان هذا سهلا يستطيع الحصول علي واحده مثل تلك الورقه علي كل جرة قلم يجرها منذ الان وفيه نهاية اليوم ربما يعود يوميا بخمسون جنيها علي الاقل
قطعت صلوات تفكيره صوت مؤذن مسجد المصلحه .. " حي علي الصلاه " " حي علي الصلاه " وضع العشرة جنيهات في جيبه ثم استلقي علي مكتبه من التعب
عندما قال له الحاج سمير مديره في العمل
- مش هاتصلي الضهر يا ابو احمد ؟
- حاضر حاضر روح انت وانا جاي وراك
كان يحب دوما ان يقال له ابو احمد رغم ان زوجته لا تنجب منذ حادثة حملها الاول والاخير رغم انه لم ينجب يوما علي الاطلاق لم يعد يطيق هذا الاسم
هو محمد عبد الباقي لا يجب ان ينجب طفلا يجب ان يذهب هذا العام ليصتاف مره في حياته بعد ان رفض بعد كل تلك السنين ان يذهب ليستجم مع تلك البائسه زوجته التي تذكره دائما بالصلاه والورد وان " ماحدش بينام من غير عشا " رغم ان وجبة العشاء لم تكن اساسيه يوما ما بمنزلهم الفقير
ولكن ليس بعد الان
سيذهب ليغطي وجهه بمياه الاسكندريه وليمتع نظره بجمال منظر البحر مع جمال ارجل المصطافات علي الشاطئ لن يعتبر المصيف حراما بعد الان
قطعت صلوات تفكيره صوت سواق التاكسي
- معلش يا باشا هاتنزل هنا عشان الشارع اللي جوه ده بايظ وانا لسه مغير عفشه وصاحب العربيه مش راحمني بيحاسبني بالخبطه
قبل ان يبدأ سواق التاكسي بسرد قصة حياته اشار له بالموافقه
اعطاه العشرة جنيهات
ثم ترجل من السياره وفتح باب شقته ليجد زوجته تقرأ سورة يس بصوت عذب
ابتسمت له زوجته واكملت تلاوتها
أخذ منها المصحف
اغلقه
وضعه بجانبها ثم اخلعها حجابها
" قد اعتادت عند قراءة القرآن ان ترتدي حجابها وتتوضأ "
احاط وسطها بذراعيه واقامها من مكانها
وضع قبلة علي راسها
اشتم رائحة شعرها الزاكي .. اخذها من يده الي باب غرفة النوم
وهي تتمنع
- طب استريح من السكه يا ابو احمد
نظر اليها وابتسم .. ثم وضع يده علي فمها بعذوبه
- اسمي محمد عبد الباقي

27 comments:

adel said...

جامدة قوي
علي فكرة

و كلام صح جدا
وناس كتير ماشية بالمبدا ده
بس كمان اللي يغيظك انهم بيروحوا يصلوا فعلا
ويرتشوا او يزنوا او اي شئ من هذا القبيل

اسلوب كويس
استمر

Unknown said...

امممممممممممممممممممم

محمد عبد الباقى دة زبالة على فكرة بس انت رسمته حلو

انت فين فى عيش وحلاوة؟؟؟
شعر طبعا صح؟؟

انا فى القصة القصيرة والمقال والخواطر..منتشرة يعنى

ابقى قولى رأيك

الدرعمي said...

خطوة لا بأس بها على طريق السرد ، تشوبها المباشرة و التعمد و الفظاظة في الوضوح .. يميزها التناسق و الفهم العميق و حسن السبك و الإلمام بخيوط الرؤية و هذا ما جذبني .. إلا أن أمامك أن تختار بين السعي لإقناع المتلقين أو إمتاعهم ... أعني أنه لا يجب عليك أن تبرر كل فعل فعله أحد أشخاصك لتنال اقتناع القارئ فلست ملزما بذلك مادمت تعترف أن ما تكتبه ليس تأريخا و لا شرحا لقضية علمية أو فلسفية منطقية بل إمتاع بالأدب ،، أحسنت و أحييك على جهدك و نشاطك الذي يسعدني جدا جدا جدا @ أنتظرك و لن أمل الانتظار @ آدم الدرعمي

Zika said...

عادل
شكرا اوي علي فكره
فعلا الامثله دي موجوده جدا

Zika said...

انجي
متشكرين يا فندم

انا في عيش وحلاوه شعر عاميه رقم واحد
قصيده اسمها العبايه السوده

شوفتك في المقال ورزعتك فووت بس مالاقتكيش لا في القصه القصيره ولا الخواطر ابعتيلي لينكات

Zika said...

الدرعمي
باشا عاوز استفيد منك اكتر منك ياريت توضح
بس عموما انا باتعمد حتة التفاصيل والواقعيه دي في كلامي حتي لو باتكلم عن موضوع خيالي او في القصايد بتاعتي تلاقيني بحب الوصف وبحب ارسم الفكره لحد اما احفرها في دماغك
مخرج بقي تقول ايه
بابقي عايز كل تفصيله انا شايفها تخرج للمشاهد او للقارئ

VÖltaa said...

حلوة ياريس
مرسومة كويس اوى

محسوبك بيحاول برده يقلب عيشه فى القصص القصيرة
ابقى عدى ومسى عليا
وليك العشرة جنيه ^_^

اقصد ليك كوباية مانجة بعشرة جنيه

MǿиY El-Shreef said...

تحفه يازيكا

صورت الشعب كله ف قصتك دي

او معظم الشعب عشان مانكدبش

بس فعلا هي دي بقت السمه الغالبه

عجبتني اوي والله يازيكا

تسلم ايدك

Unknown said...

القصة القصيرة مع الايقاع رقم عشرين والخواطر رقم اتنين وستين غاضبة للغاية

منور الدنيا يا زيكاس

نعكشة said...

ربما لم أبوح بذلك من قبل لأحد
ولكن دايماً كنت بفكر مع نفسي

وبقولها

عشان تكتبي حاجة تحفة

لازم تترك لنفسك العنان

رغم اعتراضي على هذا الشخص المقيت الذي قد يكون أنا في بعض لحظات عدم الرضا عندي
مبقولش اني بزني و برتشي و مبلصليش و مش فاكرة سيل الحاجت اللي عملها ( ربنا يعافينا)

بس أنا ساعات بقفش نفسي و هيا بتقول انا حاسة انك مبتحبنيش يا رب
مش عشان أي شيء سوى عدم شعور بالرضا

طبعاً قبل و بعد الجملة دية كلمة الحمد لله يجي خمستلاف مرة عشان انفي قدام نفسي شعوري إني مش راضية

رغم علمي في أعمق أعماقي إني مش راضية
رغم اني معافاه صحياً و جسدياً
ومظهراً شكلياً و اجتماعياً و علمياً و فكرياً
و عندي الكثير و الكثير
على عكس ناس كثير
اقربهم سكان المنطقة اللي جمب منطقتنا

رغم ان عندي كل حاجة مش حاسة بشعور الراجل اللي بينام و هوه مرتاح و مبتسم من حياته

قريت قرآن و دعيت ربنا ولا أزال افعل ذلك و لا أقول هذا الان تفاخراً ولكن
مش عارفة ولكن إية

هذا الرجل ربما يكون جزء مستفحل مني
كل مساوءة مكبرة بحيث تظهر للعيان
وانا عرفت اداري مساوؤي بالرياء

شعور صعب قوي الرياء دة
مبيخليكش تحس بمتعهة أي حاجة حلوة عملتها عشان تخلي ربنا راضي عنك
بتحس انك
plastic

اسلوب حضرتك حلو و سلس و فية الشطحة اللي ذكرتها فوق اللي بتجيب الحاجات المُبدعة

تسلم إيدك

سلام عليك

نعكشة said...

آه صحيح فيه كلمة مش عارفة عجبتني ولا لأ بس علقت معايا

كل شوية حضرتك تقول

يقطع صلوات تفكيره .... بلا بلا بلا

حلوة صلوات تفكيره دية

Zika said...

محمد
شكرا ياريس ربنا يخليك
نورت المدونه
وياريت تجيب الاتنين العشره جنيه والمانجه

Zika said...

موني
الشخصيه دي مش شرط تكون بكل هذا السوء يا موني يعني انا بارضه قصدت ان ممكن كلنا يكون فينا حاجه من محمد عبد الباقي ده
تسلميلي يا قمر
نورتي

Zika said...

انجي
الارقام دي مش بتاعتك يا انجي هههههههه
وبعدين في الخواطر انتي تمانيه وستين كمان
ده نورك يا انجي والله نورك

Zika said...

نعكشه
اولا منوره
ثانيا طبعا عشان تكتبي حاجه حلوه لازم تكون بتعبر عن اللي جواكي تجاه حاجه معينه وماتتكسفيش او ما تعمليش حساب حاجه
لان اككتر حاجه بتقتل الابداع التردد
عموما
كويس الحمد لله ان محاولتي المتواضعه لكتابة القصه القصيره دي عجبتك ووصلتك لحالة التامل دي
نورتي

اقصوصه said...

اصعب شي

ان قيمنا ومعتقداتنا ومبادئما

تتجرزه او تهتز او تتغير

او يساورنا الشك فيها !

micheal said...

بص من ناحية المعاني والقدرة علي التعبير فمش حقول غير هايل وتسلم الايادي
بس برضه مفهمتش مين محمد عبد الباقي
:)
يعني شخصية واقعية أم من خيال الفنان أم فيها إسقاط

سارة نجاتى said...

I am speechless

معرفش أنك بتكتب قصص كده

بس زى ما درعمى قالك تجنب حتة المباشرة


way to go ya basha

اسماء عوني said...

عاجبني طريقتك في الحكي
يعني وانت بتسرد القصه
بتعجبني التفاصيل انا بحب اقرا تفاصيل بس انت مزود التفاصيل
وده بيحسسني ان فيه حد في القصه بيتفرج عالاحداث دي
يمكن ده الشئ اللي بيميز قصصك
ويمكن كمان هو اللي بيديها طابع بانك عايز تفهم الناس انت قصدك ايه

يارب تكون فاهم انا قصدي ايه
هايل يا زيكا كالعاده

kareem azmy said...

رائعة
برافو عليك

Zika said...

اقصوصه
فعلا اصعب شئ
نورتي فينك مابتجيش من زمان

Zika said...

مايك
محمد عبد الباقي ده نموذج مش اكتر
نموذج للفساد نموذج للانسان اللي بيفقد ايمانه نموذج لحاجات كتيره اوي

Zika said...

ساره
u made my day bardo :D
حاضر المره الجايه هاحاول اتجنبها

Zika said...

اسماء
فهمت يا اسماء وجهت نظركوا
وان شاء الله التجارب الجايه هاحاول اوصل للي انتوا عاوزينه

Zika said...

كريم
شكرا يا كريم ده بس من ذوقك
نورت يا باشا

micheal said...

ينفع أقول من تاني أنها عجباني
:)

Anonymous said...

انت اكتشاف رائع مش عارف اكتب ايه بس مبهور قوي انت من سن اخوي بس والله متخيليتش ان في ناس زيك ربنا يوفقك بجد