Saturday, November 13, 2010

هكذا تبدأ القصه

لا أعلم من أين يجب أن أبدأ
كل تلك الطرقات الملتوية التي سرت بها مع أفروديت لا يمكن أن تنتهي عند نهاية الشارع المظلم الذي تسكن فيه , كل ما يؤرقني فعلا أن تكون أفروديت مجرد لعبة أخرى من لعب عقلي الباطن المستنير بخرافات لم أتحقق منها أبدا
أفكار تبدو مثل مصاصي الدماء .لا يمكن أن تراها أمام المرآه ولكنك حقا تسطيع رؤيتها

تبدأ القصة عندما كنت في السادسة عشر , حين كنت أعيش مع جدتي بعد ذلك الحادث المرير الذي لم أفهمه إلا حين ألتقطت يدي أول كتاب في الدراسة الجامعية , وقتما اقتربت أفروديت بتنورتها القصيره التي اجتذبت نوايا كل الجالسين حولي حين إقتربت مني أفروديت بعينيها البنيتين اللتان تحملان قواعد عسكرية متأهبة دوما لاحتسابك في عداد الضحايا ,
- ممكن أقعد جمبك ؟
- اتفضلي
لم أستطع رؤية كل تلك التفاصيل الملفتة بها , جلوسها بجانبي أفسد علي متعة إختلاس النظر إليها من حين لآخر , أو في حقيقة الأمر , في كل حين
- هي المحاضرات دي بتخلص الساعه كام ؟
- مش عارف
- هي دي أول سنه ليك في الكليه ؟
- أه
- أصل أنا سقط في الكلية اللي كنت فيها وحوّلت هنا
- أه
- بس فعرفت مواعيد المحاضرات النهرده بالصدفه بس مش عارفه كل الأيام ... انت معاك الجدول ؟
- أه
- طب ممكن تديهولي
- أه طبعا
شعرت بانقباض حاد في بطني وأنا أتعثر محاولا إخراج الصفحة التي كتبت عليها جدول المحاضرات , زاد من انفعالي استغرابي الشديد عندما تسائلت في عقلي لماذا أرد عليها مثل الأبله الذي يحفظ الأرقام ويعد عواميد النور بالشارع والطوابق في العمارات الشارهه بمصر الجديدة
لماذا بدوت للحظه مثل
- إيه هو مش معاك ولا ايه ؟
قالتها بابتسامة ساخرة ساحرة لم تزد إلا من توتري وتلعثمي , فابتسمت أنا الآخر محاولا إخراج الكلام من فمي لأعبر لها عن أن الكشكول الذي أمامي 160 صفحة , ولا أعرف في أي صفحة كتبت الجدول
حسنا .. التلعثم مفيد أحيانا , كانت دعابة سخيفة على أي حال

بعد انتهاء المحاضرات الطويلة همّت هي بالوقوف وداعبت شعرها الطويل المنسدل على وجهها .مكشفة عن قرط تجمّله أذنها اليسرى ’ تماما كما تفعل كل تلك النجوم العاديّه التي تزينها سماء القاهرة الليلية .
وقتها وعندما مسكت الكشكول بيدي انفتح قليل ليعثر لي القدر على صفحة جدول المحاضرات
- بسس .. يا آنسه ..بقولك .. لو سمحتي
- أيوه ؟
- لقيت الجدول .
دفعنا باقي الطلاب الطامحين للهروب من حر قاعة المحاضرات كأنهم يهربون من الجحيم للأسفل وأنا أحاول التمسك بآخر فرصة ربما منحها القدر لي بعد وفاة والديّ في ذلك الحادث.
وحيني وصلنا لخارج القاعه .. لم أجدها حولي .فازداد سخطي وأنا أتخبّط في باقي الطلاب الباحثين عنها , حتى شعرت بيد تنقر على كتفي
- أنا مروّحه دلوقت .. ممكن تديني الجدول بكره .. هو معاد محاضرات بكره كام ؟
- ماشي ..بكره الساعه 8 أول محاضره
- خلاص .. هاشوفك بكره
الغريب ..إنها لم تسألني عن اسمي ..والأغرب ..أنني بالطبع لم أسألها عن إسمها

لم أكن قد كوّنت صداقات تجعلني أجلس مزيدا من الوقت هنا لذا ..هممت بالرحيل
حين خرجت نحو الطريق العام منتظرا أن تأتي سيارة سمعت صوت ارتطام حاد .. وصراخ , لم أهتم .
----------------------------------------------------------------------------------

القصة تبدأ عندما ارتفعت أصوات الكهنة باعدام العاهرة التي ادّعت أنها إبنة الآلهه , كنت غريبا عن تلك البلدة التي يحكمها إبن الملك , إسمه أروديوس ... أروديوس العظيم إبن روفيناس إبن آرتين سليل الآلهة الكبرى سخمت
لم تكن سخمت تتجلّى لأحد سوى هذا الحفيد المتوقع له حكم البلاد قريبا .
هرعت من بلدي خوفا من بطش أعوان تروميدوس , هناك في بلدتي يعدمون كل من حلّت عليهم لعنة الصمت بدون سبب .. يعتبرونها إشارة من الآلهه على اقتراب البلاء ..هناك ... حيث اندلعت الحرب بين الآلهه القديمة وآلة العهد الجديد
لا أحد ينكر أن الملعون إخناتون الذي يكفّرنا جميعا ليؤمن هو بإلهه الواحد الذي لا يراه هو شخصيا كان أحد أسباب إنقلاب أروديوس على شعبه

قتل العديد من النساء اللاتي كان يحكمن البلدة قبل إستيلاء روفيناس حفيد سخمت على البلدة وانتصاره على الأغراب القادمين من غرب حابي

كانت أول أيّامي بالمعبد , في حقيقة الأمر ..لم أجد هنا إلا الترحيب والزهور والأراضي الخضراء التي تنبت مأكولات لا تنبت في بلادي , ناهيك عن رحمة الآلهه التي اختصتني بصفة الذكورة في هذا العصر المعتم على النساء

كان النسوة في الجانب الشرقيّ من المعبد حيث يمكث الغرباء , يتحدثّن عن حدث جلل سوف تهتز له السماء وتمطر ماء لا ينفذ , وحينها سيشتعل حابي غضبا من آلهة المطر , ويغرق الضفّتين على سكانهما

كنت قد نويت منذ قدومي لتلك المدينة ألا أتدخل بأمور الآلهه .. كان هناك غريب آخر هاربا من حصون الجنوب التي مازال البشر فيها يلتهمون بعضهم حين تهرب الغزلان
أخبرني ذات مرّه في حديث ضاحك :
- واحنا مالنا .. هم آلهه في بعض ..احنا هنا جايين عشان نعيش مش عشان ندوّر على حد نعبده
وافقته ضاحكا ..وسألته عن سر العزل بين الرجال والنساء هنا فقال :
- انت ماتعرفش ان أروديوس قرر يعدم بنت أكبر آلهة منف
لم أكن أؤمن أنه يجب أن أبحث عن شئ لأعبده كنت مكتفيا بحكايات جدتي عن سخمت وعن جمالها الذي جعل أخيت اتون يخترع إلاها أجمل منها ..يرق قلبه حين يسمع سيرتها و تثير شهواته , لم أكن مقتنعا أن الإله له شهوه ..وإلا فليأتي وليحل مكاني وأحل محلّه حتى أقطع تلك الشهوة التي لا تنقطع منذ قطعت الصحراء باحثا عن خيرات حابي
- البنت دي أجمل من أي بنت ممكن تشوفها في حياتك , ماعرفش ليه حاسس انها ممكن تكون آله .
- شكلها عامل إزاي ؟
- هاتشوفها بكره في المقصلة .. لازم تاخد بالك .. أنا حذرتك وانت حر .. الكهنة كلهم قرروا يقتلوا كل واحده ليها علاقة بسخمت وبالآلهه القديمة , بصراحه عندهم حق ..مين فينا نفسه يشوف واحده ست ومايقدرش ينام معاها لمجرد إنها بنت الآلهه ومتجوزه إله هو بس اللي من حقه يشوف تفاصيل جسمها , ويتغطى بيها لما البرد يلعن البلد وشعرها يتبل وقت المطره أو ..وقت الحمّام

في صباح اليوم التالي اجتمع كل سكّان المدينة وكنت أنا والفتى الأسمر الجنوبي في آخر قاعة المعبد الرئيسية حيث جلس أروديوس على كرسيه المطلي بالدهب ووقف أهل القرية على يمين المقصلة التي ستقطع العاهره إلى أشلاء بعد قليل ..وجلس النساء والغرباء إلى اليسار
حين عم الصمت على المكان همس إليّ وقال :
- أول ما تطلع على المقصلة ماتغمّضش ..اللعنه ممكن تحل عليك وعلى البلد ..صحيح انا مش مؤمن بالآلهه بس أهو الواحد لازم يأمّن نفسه .. والستات في البلد مالهمش سيرة غير اللعنه اللي هاتصيب البلد وهاتغرّق يمينها وشمالها ..وقتها مش هنلاقي غير شوية خشب نسند عليه ويمكن وقتها حابي يرمينا عند حته بعيده مانعرفهاش ومانعرفش أهلها
لازم تفتح عينك ..وتشوف الدم وهو بيملا القاعه ..وإلا البركه مش هاتحل على المعبد ولا هاترضى عنا الآلهه
حين صعد السيّاف ومعه فتاة ترتدي جلبابا قصيرا يكشف عن سيقانا نحيلة , معصوبة العينين , شعرها ينسدل على وجنيتها يزيد من غموض يؤلمني حد القتل
تعالت الصيحات والتهليل باسم الجد الأعظم "آرتين " حينها ... قام الحاكم أروديوس من على كرسية وقال بلهجة مقتضبة لم أعهدها منذ قدمت إلى المعبد
- يا أبناء الآلهه التي أنعم عليها أبائها بالمن وحابي ,, فلتفتحوا أعينكم جميعا .. حتى لا تحل علينا لعنات الآلهه ولتبقى رؤوسكم مرتفعة كما أنجبتكم الآلهه .. ولتذهب العاهرات إلى الجحيم

وفي لحظة انطبقت فيها كل الشفاة على الأخرى والتزم الجميع بصمت لو حل على قريتنا لظنّوا أن الميعاد قد حلّ ..ميعاد أخيت آتون الذي نبّه به الكهنة قبل إعدامه
فتح الجميع أعينهم وبقيت أنا أشاهد كل تلك العيون المفتوحة على آخرها ..وقتها كنت أشاهد أنا الجميع , يتثائبون , يتلهفون في انتظار صرخات النهاية وإعلان نهاية ذلك البلاء الذي حل على القرية التي لطالما أحبّها الآلهه ..وقتها شعرت أني الآله الوحيد الذي يرى الجميع ولا يراه أحد .. إله أخيت آتون الغافل

رفع السيّاف العصبة عن عيني الفتاة .. ورفع عني آخر ما تبقّا من صمت وذهول
كانت فتاة قصيرة القامة , هي كما حكت لي جدتي في هذيانها المعهود ..تبدو مثل ذلك الآله المريب الذي لا يأتي إلا ليلا لينير بعضا مما أناره النهار

كانت عيناها بنّيّتان تمتلكان الجمع كله بنظراتها الساخطة
حينها .. جلست على ركبتيها وعلى وجهها ابتسامة ساحرة واقترب السيّاف بسيفه من رقبتها .. وقتها .. تعالت صرخات الفتاة بهمهمات لم أفهمها
" فلتحل عليكم لعنة الآلهه ..وليغرق النسوة في شهواتهن حين يقترب القمر من الرحيل , ويغلق الآله عينه عنكم وعن أفعالكم الشعناء "
هنا تعالت صرخات رجل يرتدي زي الكهنة ,
- اقتلوها ..خلّصونا منها ومن شرّها
وتعالت الصيحات
أيواا .. لازم تموت ..لازم تنتهي
حينها قطع الحاكم استهجان الجميع حين أمر سيّافه الضخم بقطع رقبتها
- فلتحل عليكي لعنة الآلهه ولتبقي وحيدة في الجحيم حيث الذئاب والغرباء
هنا .. شعرت بالفتاة تنظر نحوي ..نحوي أنا وحدي وسط كل هذا الكم من البشر ..وكأنها تتنقل بين الجميع لتستنجد بي
رفع السيّاف ..سيفة اللامع ..وحينها .. أغمضت عيني
--------------------------------------------------------------------------------
فذكّر .. انما انت مذكِّر
لست عليهم بمسيطر .. إلا من تولى وكفر .. فيعذّبه الله العذاب الأكبر
إن إلينا إيابهم .. ثم إن علينا حسابهم
الله أكبر .

كنت أمر بين المساجد فتعلوا أصواتها أكثر وكأنها تنبهني لشئ ما

...


تبدأ القصة عندما رحلت جدتي عن عالمي وبقيت وحيدا أعانق جدران المنزل المغطّى بلوحات زيتية وفوتوغرافيا قديمة ذات براويز خشبية قديمة الصنع , كنت أسير بخطى هادئة على كورنيش الأسكندرية والمطر ينهمر كما لم أرى من قبل , يذكّرني بأيام الجامعة الكئيبة وبكل الفتيات اللاتي واعدتهن أيامها .. وبكل تفاصيلها المزعجه

كنت الوحيد الذي يسير على الكورنيش لذا كان تمييزي كقاهري سهلا حينها , حين توقفت سيارة سوداء وترجّلت منها فتاة ترتدي بالطو أسود تخرج من يده يدا صغيرة الحجم مغلفة بخواتم ذهبية تلتف حول أصابعها ك ذاك النبات الذي كانت تربية جدتي أيام الطفولة

وهرعت السيّاره وكأنها الحوت الذي لفظ صاحبة عند اليم بأوامر عليا

من على البر الآخر أتى صوتا مرتفعا
"
ف قلب الليل

وبرد الخوف بيتكتك سنان الخيل

ومافى حد ف الشارع

سوى مهر اتربط جازع

ف شجرة سنط

وأنا والصمت

وبرد الليل

وخوف الليل
"
وقفت الفتاة منتظرة أن تأتي سيارة أخرى في هذا الليل الفارغ من محتويات البشر سواي وسواها ورجل عجوز يجلس على المقهى بالبر الآخر يتابعنا في شغف

التفتت الفتاة ناحيتي وظهر وجهها كاملا لأول مرّة ... كانت فتاة رائعة . تذكّرني بفتاة أخرى حلمت بها ذات يوم , بل إنها هي , بكل تفاصيلها الرائعة ..عينيها البنيتين خصرها النحيف وقامتها القصيره ..شعرها المبتل من قسوة المطر والرياح ..ربما أضفت الحقيقه عليها بعضا من الجاذبية وبعضا من العذر في عقلي لفقر الأحلام , ثم .. كيف كانت ستبدو وهي تخرج سيجارتها في الحلم ولا تشتعل الولاعة

ربما أطلت النظر إليها فلاحظتني ..وبادرت :
- معاك ولاعه ؟
- أه .. اتفضلي
أخرجت ولاعتي في تلعثم كنت قد فقدته منذ زمن واقتربت منها
- انتي اسمك ايه ؟
لم ترد وأشعلت سيجارتها وأخذت أنفاسا تدفئ بها فمها المرتعش من شدة البرد
- مي
- انتي اسكندرانية ؟
- تؤ
أومئت برأسي أحدّق في فراغ البحر باحثا عن سبب مقنع لسؤالي أو ربما باحثا عن سؤال اخر ترد عليه بسؤال يدفعنا لقضاء الليل سويا
- انت اسمك ايه ؟
- مصطفى ..من القاهرة
- فين في القاهرة ؟
- مصر الجديدة
- أها .. وإيه اللي موقفك في البرد ده ؟
- أصل واحد صاحبي نسي الولاعه معايا وماكنتش عارف أروّح بالولاعه
ابتسمت حينها ابتسامة صفراء تغطّي ورائها كم لا بأس به من الهم ولكن . أعتقدت أني ربحت جولة لديها
هكذا كانت أحاديث أصدقاء أخي الأكبر عن الفتيات ...يجب أولا أنتجعلها تضحك .ثم تقضي معها الليلة كاملة ..فتبتسم عند الصباح ..ثم تبكي عندما تكتشف أنك أعطيتها الرقم الخاطئ
- تحبي نمشي مع بعض شويه .الجو بقا برد أوي ؟
أومئت برأسها موافقة
مشينا سويا يطاردنا صوت تكتكة أسناننا من غربة الهواء الساقع وصوت ارتطام المطر بالأسفلت والبحر
- انتي ساكنه فين هنا ؟
- في محرم بك
- وأنا كمان
لم تبد اهتماما كثيرا باستطرادي واستفساري عن سكنها أو أننا قد نكون جيرانا في الحي ذاته
كنت طوال الطريق أحاول أن أفيض بأسئلة لطيفه لتلطف تلك الكآبة التي لازمت وجهها
كانت جميلة بحق ..بحق أنها لم تكن تستحق كل هذا الصمت على وجهها المريح للرؤية

مشينا سويا في صمت مريب حتى أخبرتني عند ناصية شارع مظلم أن هنا بيتها ولا يجب أن أدخل معها حتى لا يضايقها الجيران

" كل تلك الطرقات الملتوية التي سرت بها مع أفروديت لا يمكن أن تنتهي عند نهاية الشارع المظلم الذي تسكن فيه , كل ما يؤرقني فعلا أن تكون أفروديت مجرد لعبة أخرى من لعب عقلي الباطن المستنير بخرافات لم أتحقق منها أبدا
أفكار تبدو مثل مصاصي الدماء .لا يمكن أن تراها أمام المرآه ولكنك حقا تسطيع رؤيتها
"

- هاتعيشي لحد إمتا يا مي ؟
- ماعرفش
مسكت يدها حين استدارت وهمّت بالرحيل
فأبعدت يدي بحدّه لم أعتاد عليها منذ التقينا

- مش لازم تعرف يا مصطفى .. انا مسألتكش هاتعيش لحد امتا ومش عايزه أعرف هاتعيش لحد إمتا ؟
- بس انا عايز أعرف
- هايفرق معاك في إيه ؟
- ماعرفش .. بس يمكن أعرف لو قولتيلي ولو إتأكدت
- وهاتتأكد إزاي ؟
- لما هانفضل مع بعض
- مع بعض ؟؟ .. انت اكيد مجنون .. احنا اتقابلنا من نص ساعه.. ع البحر ..في الشارع
- كدابه .. احنا نعرف بعض من زمان ..انا حلمت بيكي قبل كده
- ماظنش .. ممكن أكون كنت مع واحد صاحبك وشوفتني معاه ..أو يمكن كنت معاك انت شخصيا قبل كده
- ومش فاكراني ؟
- بطلت أفتكر من زمان يا مصطفى

تركتها خلفي وهرولت في مشيتي أعبر الطريق الآخر وسمعت أصوات ارتطام كعب حذائها بماء المطر الذي يكتنزه الشارع .. وصوتها ينادي :
- مصطفى .. مصطفى.. احنا مانعرفش بعض يا مصطفى .. ومش لازم نعرف بعض
كانت تتكلم بحدّة أكثر من اللازم مع نبرة ناصحة لا تقبلها من إمرأة قابلتها لتوّك وهي تترجل من سيارة سوداء في شتاء ديسمبر على شاطئ الإسكندرية

ثم
كانت خلفي ببضع خطوات , حين سمعت صوت سيارة تجري في سرعة عالية متجاوزة حدود الماء مصدرة صوتا مزعجا جراء تخللها الماء والمطر .. كان ضوء السيارة يزعج نظراتنا سويا ..

لقد اقتربت السيارة أكثر من اللازم .

ثم
--------------------------------------------------------------------
لم أكن أعرف أن قسوة الشتاء أقل مرارة من قسوة الرجال ..


- اركن على جمب .. أنا هانزل هنا
ترجّلت من السيارة وأنا ألعن الوقت الذي قضيته مع هذا الضال , لعلّي أنسى وجهه سريعا , لم يكن أحد بالشارع في هذا الوقت , لا يكون عادة أحدا بأي شارع في هذا الوقت
سواي .. وسواه

أقسم أنّي رأيته من قبل ..

لا أعلم من أين يجب أن أبدأ

وهكذا .. تبدأ القصة

7 comments:

أسماء حسين said...

لم أكن أعرف أن قسوة الشتاء أقل مرارة من قسوة الرجال ..
.
.

الجملة دى تخطت عبقرية التعبير بالنسبة لى

القصة كلها جميلة
جميلة فى البناء فى المضمون فى اللغة فى تمكنك من التنقل بين فقراتها والحفاظ على الترابط

بجد شابووو كبير يا زى عليها
:):)

Che said...

حلوه أوى يا زيكا
مش لاقى كلام كتير اقوله لأنى مش متعود معاك على كده
بس بجد حلوة

فاتيما said...

انا ليه عينى
دمعت يا زيكا ؟؟

ومعرفش تحديداً
فى انهى سطر


مش عارفة كمان
ممكن اكتب تعليق
اقول فيه ايه ؟!!


بس تعرف ؟


التلعثم مفيداً احيانا
.
.
.
.

اسكت افضل


خالص ودى ليك

adel said...

حلوة بغباء ياض
!!!!
غريبة
:P

Che_wildwing said...

والقصة"للأسف" لا تنتهي
هايل يازيكا
بس اوعى تفتكر ان قسوة النساء أقل مرارة من قسوة الرجال

nigro said...

قرأتها مرتين
و ما فهمتش حاجة
و اللي مستغربه بجد
إني إزاي ابقى مستمتع بحاجة قوي كده لدرجة إني أقراها مرتين في يوم واحد رغم إني مش فاهمها
زيكا .. انت بتعمل كده إزاي ؟

Unknown said...

سلسلة من الحلقات تبحث عن الإكتمال .. ولا تكتمل

حلوة جدا