Friday, December 21, 2007

قصة طفل...ممدوح عبد الحميد

في بلاد الحزن
كان هناك طفلا
قتيلا .. يرقد
بعد ضياع القطن
في بلاد مليئه بالذكريات
واشجار الزيتون ماتت
ورفرفت اعلام الاهات
والهويه .. ضاعت
كمثلها من المدن
كما ضاع علم المجد
كما ضاع الوطن
كان الطفل يلعب
ياتي ويعود ثم يعود ثم يذهب
واذا سالته .من انت
دائما يكذب
طفلا يلهو
كمثل كل الاطفال
والحرب دائرة
تقتل حتي صخور الجبال
والمدن ليست ثائرة
كعادة الاجيال
بل انها نائمة مثلها مثل الاطفال
كرضيعة
وديعة
في جيب امها
وفي حضن ابيها
تعبث بايديها
وتعض انامل وجنتيها
الجميلتين
الرقيقتين
ومع الفرق
فالطفله كلما زادت
وداعتها
كلما زاد جمالها
وصفوتها
اما البلاد فتسكت
وكانما نزعت زرعتها
والنساء لا تفعل شيئا سوي العويل
والرجال كانما فقدت خصيتها
يلهون في ليل طويل
يتحدثون
ويتسامرون
في قلب الليل
وسيل
من الطلقات
والصرخات ياتي من كل جانب
فتزيد الابتسامات
وتعلوا الضحكات
انه الممات
لا شئ الا الممات
فما ينفع البكاء
انه لم يعد جسدا
انه اشلاء
فما عادت تمطر
وزاد جحيم السماء
ولم يعد هناك هواء
ولم تعد تمطر مرحا
ولم يعد هناك شتاء
فما ينفع البكاء
الطفل الذي مات
فوق الغصن
في الربيع
وفي الصيف في موسم القطن
قتل الطفل
وزاد الحمل
فقتل الحلم
والطفل ما زال حتي بعد موته
يتالم
لعل احدا من اهله يتعلم
او يتكلم
او ربما يذهب ويقاتل من قتل الابن
وكيف ينام له جفن
هل قدم العدو الكفن
لا
بل زاد من القسوة
انه كالعفن
لا يمكن ان يكون في السماء
قد قطن
ارض القدس
اه بكل .حرقة وياس
كم جائك من منتصر يعرف ما معني البأس
اما هم
فهم ليسوا رجال
لقد نسوا كيف هزموا الفرس
قد قتل الليث طفلا جميلا
يبكي علي مجدا ضاع منذ زمنا طويلا
قد قتله حصان عربي
نسي انه اصيلا
نسي كيف كان سيفه يهزم الاعداء
قبل نزوله علي جسده كالوباء
يقطع كل الاشلاء
لقد نسي
سنوات الشموخ
وكما قال الرجل
قد ملاتهم الشروخ
انهم ليسوا عرب
انهم مسوخ
نعم انا عربي
ايها الطفل الغبي
ليس انا من قتلك
ولكني ايضا صبي
قد مات فيه الحلم
ومات حلم
عن عصر ذهبي
ومن اين ياتي الذهب
والكل يطل اللعب
الكل يكذب
ولتنزل لعنة الرب
علي كل من يكذب
اعرفك يا صغيري بنفسي
انا رجل عربي فقدت ضميري
وفقدت بأسي
فما عدت اصلح رجلا
وقد مات حاضري كما مات امسي
وسيضيع مستقبلي قريبا
وستبحث امك عني
تقتلني
من فوق جبل شاهق
تدفعني
وان كذبت عليها
تكذبني
فقد عرف الكل الحقيقه
لقد مت ايها الطفل
وانطفا بريق عينيك
ومن عنك
يعوضني
ومنذ دقيقه فقط
قد تعب الكلام
وقد بدا لي انه صمت
ولكنه لم يصمت
انه يتعنت
ويتشتت
كما تشتت الابناء
والامهات
كما تشتت الاولاد
والبنات
كما نزحت الذكريات
الي مصر والخليج
وبلادنا الشاميات
ولجات الي الاغراب
كل الصحوات
والام
واهات
تخرج من قلب السكوت
تمزق صدري واشلائي
وتبكي ...ولا يصعب عليها بكائي
وتعود بنا الذكريات
الي ارض الشتات
سيناء ومصر بل
يريدونها من النيل الي الفرات
هل تعرف او تفقه يا طفلي العزيز
لقد فعلوها الانجليز
وقد قرات عليهم كتب القران
والانجيل والتوراة
فكذبوا كل اديان السماوات
واخترعوا اديانا
تكذب كل ما فات
تكذب التاريخ
والكتابات
وتمزق الخرائط والرسومات
ولكن ليس العيب عليهم
انه علينا
فنحن من سقطنا من فوق الصراط
وهوينا الي جحيم الشهوات
فزادت في بلادنا المصليات
ولم نركع ولم نسجد ولم نؤدي الصلوات
وزادت في بلادنا الموبقات
والمومسات
فقدنا حتي التراب
واصبح يمشي هو فوقنا
وحزن القران وتخللي عنا
من الذل الذي اصابنا
وقد فقدنا العبارات
وتاهت الكلمات
ورفضت ان تستجيب لنا
قصائد المحبه
وقصائد البذاءات
زادت
وما العن تلك الزيادات
وقد كرهتنا
الاشعار والبيوت
والاغاني
واصوات السكوت
وكرهتنا كل انوار الشوارع
حيث زادت المدامع
وزاد الخشوع
وزاد الخضوع
فوق اطراف المسامع
فامرونا
حكامنا بالسكوت
وبدا العدو في ملأ الشروط
فتبا لكل هذا
ايها الطفل
قل الان؟
لماذا ؟
لم تدافع انت؟
لا تقل لي انك طفل
فكلنا اطفال
فما عاد هناك
في بلدنا رجال
ديسمبر 2008

No comments: