Wednesday, June 30, 2010

الفجر

ده جزء من قصيدة ليا اسمها - فرصة لابتهالات القمر - القصيدة من مشروع ديوان ليا غير الديوان الحالي اللي دخلت بيه مسابقة ساقية الصاوي واللي بحاول انشره ..وطبعا بمجرد ما خلصت المشروع الاولاني ..حبيت أبدا على طول في المشروع التاني من دلوقت ودي مجرد بدايات ماعرفش ليه حسيت اني عايز احط الجزء ده لوحده في البوست ده
---------------------------
والفجر

بيضلل على سطح الجامع

وبيوصل من بكره لبَعدك

و ف بُعدك ياما شاور عقله

وبعقله .. بيصبر صوتي

فَ يصبر حسك بالغنوه

فتتوب الغنوه على ايديكي

ويتوب الفجر و بيآمن

فَ يصلي الصبح على وضوءك

وبيلمح صوتك على بُكره

فَ بتفرح شمسك وبتجري

فتنور بكره ويتصور

الصوره بتطلع من حسك

وبحسك تطلعله الغنوه

فيغني ويفرد للغربه

وتبوش الغربه من الملمح

وملامح وشي بتتغير

وانا باغسل جرحي وباتفرج

على نُص ملامحي بتتصبر

على بصة ملمح من عينك

على ضي عينيكي بتتشاقى

واستسلم لامبارح برضك

وانا راضي وطيفك نتلاقى

Tuesday, June 29, 2010

في سياق الدراما

السياق الدرامي هو مصطلح سينمائي ظهر في الآونه الأخيره , رغم وجود السينما لأكثر من مائة عام في العالم إلا ان السياق الدرامي الذي يعني الخيط الذي يأخذ الأحداث من هنا لهناك او من البدايه للنهايه .. بدأ في الظهور على الساحه المصرية أخيرا منذ سنوات قليله
حين خرجت احدى الممثلات - لا أتذكر من - غالبا سلوى خطاب وقالت انها ستقبل البوس في أفلامها , فقط إذا كان في سياق الدراما
ثم انطلق محمد هنيدي بهذا الإفيه العبقري من فيلمه جائنا البيان التالي نحو عالم آخر من الإفيهات المماثله
لم تقف الجمله عند هذا الحد , بل جاوز البعض كل الحدود ورد الجميع حينها ... لقد كان هذا أو ذاك او سم ما شئت من أخطاء أو تفلسف في سياق الدراما

عادل إمام .. وهو الممثل الوحيد الذي لا يبوس في سياق الدراما اطلاقا .. بل ان سياق الدراما هو اللي بيبوس في عادل امام
هو أشجع الممثلين على الاطلاق هو يعرف ان جمهوره يعرف إفيهاته منذ قديم الأزل - فمن منا شاهد فيلما لعادل امام ولم يجد عادل امام يبوس بشراهه بطله او اتنين حين كان عادل امام صغيرا ..فما بالك وهو الآن الزعيم ..مايبوسلوش تلتاشر سبعتاشر - ثم ان عادل امام يعرف جيدا ان البوس عنده لا يمت بصلة في سياق الدراما ..ورغم ذلك لا يخرج علينا بتصريحات هلاميه من أجل اثبات انه بيشقى عشاننا وان سياق الدراما نقح عليه وخلاه يبوس ..فباس وأمره الى المخرج

نظرت إلى صديقي ذات مره وقلت له : لماذا لا تكون الحياه في سياق الدراما ؟ ... لماذا لا نحصل نحن في الحياه على السياق الدرامي الخاص بنا ... لماذا لا يذهب المتحرش اللعين بالفتاة الغلبانه ليتحرش ..فتسأله ... لم ؟
فيعتذر وهو ينظر إلى الأرض ..آسف .أنا لا أتحرش إلا في سياق الدراما ؟
رغم عدم اعترافي بتلك المبررات القذره التي يتبعها البعض لتبرير اخطاء لا تنبع من بني ادمين طبيعيين
إلا اننا لو أمعنا النظر في السياق الدرامي لحياة المتحرش ستجد ان هناك سيناريست قوي وضع تلك اللقطه المؤذيه لخدمة الفيلم
فلم تخرج تلك اللقطه أبدا عن سياقه الدرامي

أيضا من يسرق , من يقتل , من ينهب , من يتلقى الرشاوي كل يوم الصبح زي الشاي أبو لبن الكل يبرر أخطاءه بسياق الدراما ..ألا لعنة الله على سياق الدراما ولكن ما أقصده ليس كل ذلك
لم أبدا في كتابة كل هذا من أجل أن أصل بك يا صديقي إلى أن الكل يبرر أخطاءه

ولكن .. لماذا لا نتخلى قليلا عن تبرير السياق الدرامي السخيف رغم اننا - بوسنا السواق من بؤه لحد آخر الخط - ولماذا يجب أن يكون هناك سياق درامي في حياتنا يبرر كل ما نفعله
نبوس نحضن نكتب نقول مانقولش نفتن نشرب نسكر نصلي نستغفر ربنا ندخن نولع نحرق
لماذا يجب أن نبرر أخطائنا رغم ان لكل منا سيناريست قد فصل حياته ليجد نقطة ما استجوبت تصريحا مشابها لذلك التعبير العبقري - إلا لو كان في سياق الدراما - هل نسينا أننا أصلا بشر
يجب أن نخطئ , إذن لماذا نحاول دائما الترفع عن أخطائنا بدلا من معالجتها

من منا الممثله المشهوره التي باست السواق من بؤه حتى آخر الخط ... ومن منا عادل امام
لك أن تعرف ان الشئ المشترك الوحيد بيننا هو اننا جميعا ..بوسنا في الدراما
سواء كانت هذه البوسه في السياق ..او في المنور

Monday, June 21, 2010

الحب .... ابن الوسخه

تحذير : البوست ده بوست رجالي حاد ...مقاس 36
------------------------------------------
حتى ظهر اليوم .. كنت مخدوعا كأغلبكم
ظللت طول حياتي العشرين والواحد وعشرين كمان , أعتقد خاطئا بأن الحب - بهدله - كما يقول الحكيم شكوكو
ولكني استفقت اليوم فقط على نبأ عظيم .. ألا وهو ان الحب ليس بهدلة كما يظن البعض ..إنه ابن وسخه
نعم هذه ليست دعابه يا صديقي ولكنها الحقيقه المُره التي أخفاها عنا العالم أجمع فظللنا طوال حياتنا بحب جميل حتى فوجئت اليوم أن الحب ليس جميلا ... الحب ابن وسخه
كنت أجلس بأحد مقاهي وسط البلد ملتزما الصمت أمارس هواية التصفح اللا مبالي على صفحات الانترنت
أتنفس دخان الشيشه ودخان عوادم السيارات ودخان الشاي أبو نعناع حتى انتبهت الى شاب وفتاه في العشرينات يبدو عليهم الجد والأسى والرومانسية
مارست هواية أخرى اعتدت عليها عند الجلوس وحيدا
منتظرا صديقي - الكلب ابن الكلب - الذي يتأخر كعادته ويتركني أعاني
هواية " رمي الودن " على مخاليق ربنا
اقترب الشاب من الفتاه بكلتا يداه ممسكا كلتا يداها . كاد أن يدهسهما ثم فوجئت بتأثر الفتاه بهذه المسكه المبالغ فيها حتى كدت أن أتقيأ من فرط التأثر أنا أيضا وقبل أن تترك لدموعها العنان للانطلاق
بادر الشاب الرومانسي لحظتنا وقال لها
- يا شيماء ماتعيطيش ..يا بت ده انا بحبك حب ابن وسخه
انهارت الفتاه حينها من البكاء وقبلت يداه واحتضنتهما وكأنه جاب الديب من ديله
وانهرت أنا من شدة الاستغراب
ثم بدأت التفت حولي لأستنجد بأي انسان طبيعي شاهد معي هذه الجريمه في حق ( رشدي أباظه وشكري سرحان وماجده وعمرو دياب ومنه شلبي ) لأجد اني الوحيد الذي يتابع هذا المشهد الغرامي الغريب
حيث لم أتصور يوما أن أكون مخدوعا كل هذا العمر وأنا أعتقد ان من يرتبط بفتاة يخبرها عن الورد والقمر والرموش والعيون والخدود والجواز
كنت طول عمري مخدوعا أظن أن الفتيات ينبهرن بكلمات الغزل من نوعية
مضناك جفاه مرقده
أو جفنه علم الغزل
أو جيتي انتي بسرعه يا بنت الاييييييييه ..بصراحه كده قلبي قدرتي عليه أوه أوه
لم أتصور يوما ان الحب ابن وسخه ..احترت بالفعل ..كيف يكون هو الحب ابن الوسخه ..أي نوع من الحب هذا
حينها جاء صديقي ونظر الي وقال
مالك مذهول كده ليه ..لم أرد عليه من فرط الصدمه والتأثر
وبادرته
الا قولي ..هو انت لما بتعد مع مي بتقولها كلام حلو ايه
فقال
اقولها كلام حلو ازاي يعني ؟
استغربت من رده ثم باستعجال قلت له
يعني لما بتعدوا مع بعض لحظة رومانسيه ؟
ثم نظر لي في فتور كأني أتحدث الايطاليه بطلاقه وقال
لحظة رومانسية ؟
فهمت قصده ولم يفهم هو قصدي فسألته
هو لما واحد يقول للواحده انا بحبك حب ابن وسخه يبقا ايه ؟
يبقا بيحبها فشخ طبعا
طوال الطريق كنت أفكر .. كيف يكون هو الحب ابن الوسخه ؟ ولما يكون الحب ابن وسخه أصلا .. ويا ترى ما هي مواصفات الحب ابن الوسخه ... وهل يا ترى يجوز أن تكون البنت بنت ناس والواد ابن ناس وتكون بينهم علاقة بنت وسخه ؟
عندما أخذت رأي صديقي الطويل أبو نضاره وشيشه من غير مبسم - حيث انه اخبرني ذات مره انه
يعني انت خايف من واحد عنده انفلونزا ومش خايف من البتاعه اللي بتجيب سرطان دي - ؟
لذا تذكرت هذه الجمله وسألته
إزاي يكون الحب ابن وسخه ..أصلي سمعت النهرده واحد بيقول لواحده انا بحبك حب ابن وسخه
فنظر الي بتعقل شديد ..وقال لي
يبقا أكيد البت دي مؤدبه نيك
لذا لذت بالفرار لصديقتي الجميله التي ألجأ اليها في مثل تلك الأحيان العصيبه وقلت لها
لي لي ..علاقتك بحازم شكلها ايه
فتنهدت لي لي وأخبرتني وهي تربت على يداي
بصراحه ..حازم بيحترمني جدا وانا كمان باحترمه والعلاقه بينا الحمد لله بينا كويسه جدا
ابتدأ صدري ينشرح قليلا .وأعتقدت لوهلة أنني عدت الى كوكب الأرض مرةأخرى
فسألتني
مالك ؟
قلت لها : ..ماتقلقيش أنا بس كان عندي حوار كده والحمد لله اطمنتيني
ثم التفتت الي وقالت
انت على فكره أقرب أخ ليا
أنا بحبك حب ابن وسخه

Tuesday, June 1, 2010

لقد انقطع التيار

"اللي شوفته ...
اللي شوفته .. قبل ما تشوفك عينيا .. عمر ضايع .. يحسبوه.. ازاي .. "
لقد انقطع التيار الكهربائي
أستطيع ان أدرك ذلك .. الصمت المفاجئ في المنزل , أصوات الاطفال في الشارع فرحين بانقطاع النور , لعنات آخرين
" عاوز حاجه يا حسام "
سؤال دائم من أمي مرتبط بانقطاع التيار, كأنها تريد الاطمئنان علي دون أن تشعرني بالحرج .
أرد بأن أتقلب على سريري مصدرا تنهيدة عابره
...

أتذكر ذلك اليوم
كنت هناك حيث تلتقي السماء بعيدا مع البحر ,في نقطة هناك في أفقي لا أرى بعدها
سوى اجتماعهما
ترى .. ماذا يقولان ؟
عن ماذا تشتكي السماء للبحر ؟
عن ماذا يشتكي البحر إذن ؟
تتداخل حبات الرمل بين أصابعي فأتقدم نحو الماء القادم رغما عنه مدفوعا بموج البحر لأغسل قدماي .. ثم أعود الى الرمل .. ثم الى البحر ..وهكذا
..

لا أعرف متى قررت أن أذهب الى طبيب نفسي

هل بعد هذا الصمت المفاجئ الذي أسمعه حين أخرج فجأة من غرفتي لتصمت أمي وجارتنا , حتى تنطق جارتنا العزيزه موجهة كلامها إلى أمي
" ربنا يشفيهولك يا حبيبتي "
ثم تستطرد الجارة : " كده يا حسام تتعب أمك وتزعلها منك , يابني اسمع الكلام وروح لدكتور عشان ربنا يكرمك وتقوم بالسلامه "
غالبا لا أرد .. أكمل سيري نحو ما كنت أسير من أجله

" متى توقفت عن العلاج "

هل بعد انقطاع صوت تليفوني المحمول عن العمل ؟
لم يعد يتصل بي أصدقائي .. ربما لديهم أسباب مقنعة
ربما توقفوا عن الاتصال بعد تلك المرة التي أيقظتني أمي من النوم في سعادة
" حسام قوم بسرعه ..أحمد صاحبك اتصل وبيقولك البس عشان هايخدك وتروحوا اسكندريه "

لم أبدي أي تعبير , ولم أحرك ساكنا , ولم أنطق حرفا واحدا
أجزم اني كنت أسمع صوت دموع أمي المحبوسه تخرج رغما عنها
ظللت محدقا رأسي نحو الفراغ الأسود اللعين لعله وجه أمي .
وجه أمي ..؟
كم أفتقد تفاصيل هذا الوجه , عيناها البنيتين , فمها الغليظ شعرها المنسدل على كتفيها كطفلة صغيرة
...

" حسام انت مش أول واحد يجيله سرطان .. ده اختبار من ربنا يا تنجح فيه يا تفشل
كل حاجه بيديهالنا ربنا ..خير ..حتى المرض ..
بص .. روحلك يومين اسكندريه غير جو ... البحر ساعات بينسي التعب "

أسمع كلمات الطبيب النفسي وكأنها أصوات أبي تأتي من العالم الآخر
أبي ... توفى منذ سنوات مريضا بالسرطان
السرطان .. ذلك الصديق الغير وفي الذي يلازمك طوال حياتك فلا يخرج منك الا بقطعة من جسدك
" حسام لازم تتكلم , لازم تخرج اللي جواك , السكوت مش هايجيب نتيجة "
حسنا ... لم أعد اؤمن بالطب النفسي بعد الآن .
هذا مجرد هراء
لم أعد أؤمن بشئ
" حسام .. لما اتكلم معاك تبصلي "
أمي .. لا أفهم كيف يزداد ايمانها بكل شئ
" حسام لما اتكلم معاك تبصلي .. أنا أمك .. انت فاهم "
تقول الكلمات وهي تترك لبعض الدموع الثائرة تخرج من عينيها وهي تمد يداها تصفعني على وجهي وتكرر
" أنا أمك "
لا أستطيع أن أحرك عيناي عن عينيها
لماذا تقسوا السماء على تلك العينين البنيتين ؟؟
تصفعني مرة أخرى وهي تمد ذراعها الآخر تأتي برأسي وتلقيه بين صدرها
وتجهش في البكاء
" أنا أمك .. انت فاهم .. لما أبصلك تبصلي ولما اكلمك تكلمني .. كلمني يا حسام كلمني "
ثم تنطلق دعواتها نحو السماء التي غالبا ما ترد دعواتها اليها

...

ماذا يوجد خلف هذا البحر ؟
.. ما هو غير الأسماك والنباتات البحريه والمراكب والسفن والمصطافين ؟
لا أظن ان البحر مجرد ماء مالح
يوجد ما هو أبعد من ذلك
تلك السماء حين تدنو من أعلى برأسها نحو اخر البحر الذي لا ارى بعده
ماذا يحدث عند هذا الأفق
هل تخبر البحر عني ؟
ربما يتحدثان عني ..مثل أمي وجارتنا ,
ربما مثل هاتين الفتاتين اللتان يتهامسان ..غالبا عني
كم أفتقد شعرات رأسي . وحواجبي ولحم وجهي
عن ماذا يتحدث البحر والسماء
ربما يعلو صوتهما بأسمي
أكاد أجزم اني أسمع هذا الصوت القادم من بعيد ,
أقترب لأغسل قدمي فتشدني ميوعة البحر وخفة الموج
أخلع قميصي ثم أدخل بين الماء , تدفعني شدة الموج للوراء أخفض رأسي داخل الماء وأفتح عيناي حتى أري لون الماء وتؤلمني عيناي من الملح
ثم أعيد رأسي الى خارج الماء مرة أخرى
أشعر بالهواء ..واخذ نفسا عميقا , ثم اخفض رأسي داخل الماء وأفتح عيناي
حتى تؤلمني عيناي من الملح
ثم أعيد رأسي الى خارج الماء مرة أخرى
يصطدم بوجعي موج جاء مسرعا نحوي فيختل توازني
ثم ..
.....
لقد عاد التيار الكهربائي
كيف أعلم ذلك ؟
صوت الأطفال في الشارع , عودة صوت الراديو للعمل من جديد
صوت أمي :
" عاوز حاجه يا حسام "

تمت